هيئة تطوير الغاب تنفي وجود صفقة أخشاب مستوردة
حماة – نجوة عيدة
ما بين أهمية المناطق الحراجية وندرتها، وما بين “طقطقة” العظام في الشتاء “أزمة” لم يجد لها من لسعه البرد حلاً ينصف الطرفين معاً، فظلت الجبال والغابات مقصد ساكني الغاب في محافظة حماة ممن اختبروا أهمية غاباتهم واحترموها، غير أن انعدام الحلول بين يدي المعنيين حال دون هذا الاحترام.
هموم مثقلة
قد يقول قائل إن الشتاء انقضى، والحديث عن البرد بحزيران بغير أوانه، إلاّ أن هموم العام القادم ليست بعيدة بل هي أثقل من العام الماضي، فمع كميات محدودة من مازوت التدفئة وانعدامها في كثير من الأحيان، وبتطبيق قانون صارم للمعتدين على الغابة -ظهرت نتائجه في الأشهر الماضية- بات البديل الوحيد لردّ البرد الذي كان بين يدي ساكني الجبال ضرباً من المستحيل.
ومن غير المنطقي بمكان أن نكون ضد القانون، ولكن لا بدّ أيضاً أن نضيء على مواجع الطرف الآخر الذي هو مواطن يقطن أريافاً بعيدة عن الاهتمام، وضمن هذا السياق بيّن مدير الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب أوفى وسوف في حديثه لـ”البعث” أن قانون الحراج طُبّق منذ صدوره لحماية الثروة الحراجية والغابة، حيث بلغ حجم المصادرات خلال الشتاء الفائت نحو 20 طناً من الأحطاب الحراجية المتنوعة الناتجة عن المخالفات الحراجية، والمصادرة من قبل عناصر الضابطة الحراجية، وقد تنوّعت ما بين سيارات محمّلة بالأحطاب الحراجية المخالفة للأنظمة والقوانين وعددها ثلاث، وأسلاك معدنية تستخدم لنقل “الحطب” ضمن المناطق الجبلية شديدة الانحدار، بالإضافة إلى مناشير آلية ودراجة نارية.
أما عن قيمة المصادرات، فقد أفاد وسوف بأنها تحدّد حسب لجنة تشكل بعد صدور الحكم القضائي، وتحدّد أسعار المواد المصادرة وفق أحكام نظام قانون العقود.
الاستحواذ على المصادر
ورغم أن أهالي منطقة الغاب يؤكدون قيام العناصر الحراجية بأخذ ما يتمّ مصادرته من أحطاب إلى منازلهم والاستحواذ عليها، فقد نفى مدير الهيئة ما يُشاع، مؤكداً أن مصادرة الأحطاب تتمّ من قبل الضابطة الحراجية وتسليمها أصولاً إلى مستودع حجز الأحطاب الحراجية بعد وزنها، مشيراً إلى أن أي إساءة في استخدام الصلاحيات التي يعطيها القانون لعناصر الضابطة الحراجية والفنيين المعنيين يتمّ معالجتها أصولاً واتخاذ العقوبات اللازمة بحقهم.
كما أشار المهندس وسوف إلى أن عمل الضابطة الحراجية يقتضي المواجهة المباشرة مع المخالفين وتنظيم الضبوط الحراجية بحقهم، وهذا ما يجعلهم عرضة للكثير من الشائعات والمضايقات، ويصل الموضوع إلى الاعتداء بالضرب والتعرض لهم بالسلاح أحياناً، وهناك عدد من الضبوط المنظمة التي تتضمن هذه الحالات والمعروضة على القضاء، لذلك تقوم الضابطة بالاستعانة بمؤازرة الشرطة ووحدات الجيش في بعض الأحيان لتتمكن من إنفاذ القانون وحماية الحراج.
المهندس وسوف تحدث عن الحرب الظالمة على سورية وما نتج عنها من نقص وقود التدفئة، وبالتالي الضغط على موارد الغابة بشكل كبير، وبات على حدّ تعبيره من الضروري صون الغابات لضمان تعافيها وعودة الغطاء النباتي من أجل إعادة الدور البيئي لها، لكنه لم يعط جواباً عن كيفية الوصول لحلول وسطية تجعل الشتاء يمرّ بهدوء على الناس، ولم يذكر إن كانت وزارة الزراعة مع نظيراتها تكفل وصول وقود التدفئة مثلاً إلى مستحقيها، كما أنه نفى ما يُشاع في تلك الجبال عن وجود صفقة أخشاب من إحدى الدول الصديقة محتملة خلال العام القادم، ولم يرد أي جواب من وزارة الزراعة بهذا الخصوص!.