دراساتصحيفة البعث

روائح الموت المروَعة!

دراسات

قالت منظمة الأمم المتحدة إن أكثر من مليون فلسطيني اضطروا للفرار من مدينة  رفح إلى المباني المتهالكة التي تعرّضت لأضرار بالغة في مدينة خان يونس القريبة.

وحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فإن العدوان على مدينة رفح ترك النازحين – الذين تجاوز عددهم الآن 1.7 مليون في خان يونس و”المناطق الوسطى في غزة” – في ظروف “لا توصف”، على الرغم من أن خان يونس، التي شهدت غاراتٍ متواصلة في وقت سابق من العدوان، هي أيضاً منطقة غير آمنة، فقد دخلت المركبات العسكرية الإسرائيلية المدينة في الساعات الأخيرة بعد اجتياحها بلدتين شرق خان يونس مباشرة إلى جانب “إطلاق نيران أسلحة ثقيلة وقصف مدفعي”.

ومنذ أوائل شهر أيار، أصدرت قوات الاحتلال الإسرائيلية أوامر إخلاء لأجزاء من رفح، وطُلب من الناس الذهاب إلى “منطقة إنسانية موسّعة” في المواصي، التي تقع على بعد حوالي 12 ميلاً من المدينة، ثم شنّت القوات الإسرائيلية بعد ذلك هجمات على مناطق آمنة محدّدة، بما في ذلك المواصي، حيث أسفرت غارتان عن استشهاد 45 و21 مدنياً على التوالي في الأيام القليلة الماضية، معظمهم من النساء والأطفال. وأظهر تحليل لاحق أن الهجوم الأول، المعروف باسم “مجزرة الخيام”، تم تنفيذه بأسلحة أمريكية.

ويضطر الكثير من الفلسطينيين الذين أُجبروا على الفرار من رفح، إلى الانتقال للمرة الثانية على الأقل خلال العدوان، فقد ذهب قرابة مليون فلسطيني ممن نزحوا إلى أماكن أخرى إلى رفح بحثاً عن ملجأ في وقت سابق من العدوان، ثم اضطروا  لمغادرة رفح منذ ما يقرب من أربعة أسابيع عندما بدأت “إسرائيل” عدوانها على المدينة.

وقبل العدوان الإسرائيلي، كان عدد سكان رفح حوالي 275,000 نسمة، لكنه بحلول شهر شباط عندما أجبرت “إسرائيل” الفلسطينيين على الفرار من غزة، وصل العدد إلى 1.4 مليون نسمة، ما يعني ضغط أكثر من نصف سكان غزة قبل الحرب البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في مدينة واحدة.

وحسب الأمم المتحدة فإن أكثر من 18500 امرأة حامل اضطررن لمغادرة رفح، في حين بقي قرابة الـ10000 امرأة حامل في المدينة في “ظروف يائسة”، وأضافت الوكالة: إن “النساء الحوامل في غزة يعشن كابوساً لا هوادة فيه”.

وبعد العمليات العدوانية المتتالية التي شنّتها “إسرائيل” في الشهر الماضي، باتت الآن تسيطر على كامل الحدود بين غزة ومصر، حيث أُغلقت الممرات الإنسانية، ما اضطرّ الكثير من الوكالات ومنظمات الإغاثة إلى إيقاف عملياتها في رفح بسبب نقص الإمدادات والمخاوف الأمنية.

وقال ماثيو هولينجسورث، مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين: يجب فتح ممر المساعدات في جنوب قطاع غزة بالكامل للسماح بدخول الغذاء والوقود ومواد الإغاثة الأخرى التي تشتدّ الحاجة إليها، مشيراً إلى أن المناطق التي اضطرّ النازحون إلى اللجوء إليها تعيش كابوساً.

وأضاف المسؤول الأممي: لقد فرّوا إلى مناطق لا تكفي فيها المياه النظيفة والإمدادات الطبية والدعم، وإمدادات الغذاء محدودة، وتوقفت الاتصالات وإن المخاوف المتعلقة بالصحة العامة تتجاوز مستويات الأزمة والحياة اليومية مروّعة.

سمر سامي السمارة