“تدمير العالم العربي من حرب الهوية إلى الإبادة – غزة أنموذجاً”… حوار في اتحاد الكتاب
دمشق- سنان حسن
استضاف اتحاد الكتاب العرب بدمشق الكاتب والإعلامي اللبناني سامي كليب في حوار مفتوح حول كتابه الجديد “تدمير العالم العربي من حرب الهوية إلى الإبادة – غزة أنموذجاً”، بحضور كبير تقدمه سفراء الجزائر وتونس والسلطة الفلسطينية وفنزويلا والبرازيل.
ودار حوار حول ما يجري في غزة وتأثيره على المنطقة والعالم، ومآلات هذه الحرب، وهل ستفضي إلى إقامة مشروع عربي جديد بالاستناد إلى معطيات جديدة في المنطقة والعالم ومنها بروز الصين كقوة في محور بمواجهة الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية؟، وفيما إن كان سيستفيد العرب من اللحظة التاريخية التي أتيحيت لهم اليوم بعد “طوفان الأقصى” في استعادة الأرض المحتلة، وتأسيس الدولة الفلسطينية؟.
رئيس اتحاد الكتاب العرب محمد الحوراني نوه بأهمية الكتاب في معركة الرأي العام حول فلسطين ومقاومتها، والدور الذي يبذله الكاتب في كشف الحقائق حول ما يجري في فلسطين وحوله وما يعرضه من وثائق وأدلة.
بدوره الدكتور كليب بين أنه منذ 77 عاماً وهناك خط بياني لتدمير أي دولة تريد أن تدافع عن فلسطين، وتدمير أي دولة لا تريد أن تسير في المشروع الغربي الذي رسم للمنطقة، عارضاً لمجموعة الأحداث التي وقعت قبل “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول من عام 2023 للوصول إلى الخلاصات التي وضعها في كتابه، موضحاً أنه قبل الطوفان ومع بدء ما يسمى بـ”الربيع العربي” تعرّضت دول عربية للتدمير الممنهج من ليبيا والسودان والعراق وسورية واليمن، لأنها وقفت مع فلسطين وناصرت قضيتها.
وأضاف الدكتور كليب: هناك العديد من الأحداث والمواقف التي حصلت قبل السابع من تشرين الأول عام 2023 يجب الوقوف عندها، منها، ما أعلن عنه الرئيس الأمريكي جون بايدن في التاسع من أيلول عام 2023 خلال قمة العشرين في الهند عن إنشاء خط سكك حديد من نيودلهي مرورا بالخليج والأردن و”إسرائيل” وصولاً إلى أوروبا ذهاباً وإياباً، بهدف دمج الكيان الإسرائيلي في المنطقة من جهة، وتطويق المشروع الآخر الذي تقوده الصين “الحزام والطريق” من جهةٍ أخرى، كما أن بايدن في بداية عام 2024 اعترف بأن سبب أعمال المقاومة اليمنية والمقاومة في فلسطين بغزة، هو أنه كان سيحصل على صفقة تطبيع بين قوى عربية و”إسرائيل” لتغيير الديناميات في المنطقة؛ ما يؤكد أن ما جرى في المنطقة كان ردا على مشروعه، في مقابل التوجه الغربي كان اللقاء الروسي- الصيني الذي يهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين وترسيخ الشراكة في مواجهة المحور الغربي، موضحاً أن التلاقي الصيني- الروسي كون محورا في مواجهة المحور الغربي بقيادة أمريكا، حيث استطاعت الصين وبخطوات مدروسة من تحقيق العديد من الأمور غير المسبوقة بداية من تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران برعايتها، وهو إنجاز كبير تبعه تحسين كبير بالتبادل التجاري بين الصين ودول الخليج وصل إلى 350 مليار دولار، والأمر الثاني هو الموقف الصيني من إقامة دولة فلسطينية غير مقطعة الأوصال.
وتابع كليب: السؤال المركزي هل العدو الصهيوني كان يعلم بمعركة طوفان الأقصى في تشرين الأول الفائت؟، مقدماً مجموعة من التصريحات والأخبار والمعلومات المنقولة عن ساسة وقادة أجهزة أمنية واستخباراتية في “إسرائيل” تثبت تلقيهم معلومات عن عزم المقاومة الفلسطينية القيام بعملية كبرى، ولكن كل ذلك تم تجاهله، موضحاً أن هناك ثلاثة احتمالات، الأول بالفعل لم تكن تعلم والوقائع عكس ذلك، والاحتمال الثاني التجاهل، أما الاحتمال الثالث أن هناك طرف إسرائيلي علم بالأمر وترك الأمور تحدث.
وأكد أنه علينا الاستفادة من التوجه نحو دول الجنوب التي استطاعت تقديم الكثير من الدعم للأرض المحتلة والعرب، وجنوب إفريقيا خير مثال، حيث قدمت شكوى إلى محكمة العدل الدولية لمقاضاة “إسرائيل”.
من جانبهم قدّم السفراء الحضور مداخلات حول الواقع الدولي الجديد والحرب التي تدور في غزة وتأثيرها على المنطقة والعالم وفي تشكل العالم الجديد، مبينين أن دولنا يجب أن لا تعيش في الوهم الغربي، وأنه بمجرد انتهاء الحروب والأزمات ستمد عواصم الغربية أياديها لاستقبالنا، وعليه يجب أن نبقى نقاوم وندافع عن وجودنا وكينونتنا وأن نحافظ على دولنا لأن الغرب لا يرى فينا دولاً مستقلة.