مهرجان آسيوي لبراعم كرة القدم والجدوى مفقودة!
دمشق- سامر الخيّر
أقام اتحاد كرة القدم صباح اليوم احتفالاً بمناسبة المهرجان الآسيوي للبراعم استضافته محافظة اللاذقية على أرضية الملعب الصناعي في المدينة الرياضية، نشاط جميل خاصةً وأننا في بداية موسم صيفي يعدّ الأفضل توقيتاً لتشجيع وإقبال هذه الفئة من اللاعبين لتشجيعهم على ممارسة معشوقة الجميع كرة القدم، وبالتالي ستكون الفرص كبيرة جداً في اكتشاف مواهب جديدة، وهذا ما يعني أن المهتمّ الأوّل بهذا المهرجان وغيره من النشاطات التي تركز على القواعد يجب أن يكون أنديتنا التي يقع عليها واجب استقطاب هذه المواهب ورعايتها بعد فشل مشروع اتحاد اللعبة الصيف الماضي، وإغلاق أبواب مشروع “بكرا إلنا” الذي أفرز لاعبين مهمّين يصولون ويجولون في الأندية الدمشقية وحتى خارجاً كمالك جنعير لاعب الوصل الإماراتي والمتوّج معه بثنائية الدوري والكأس.
وبما أننا مقبلون على انتخابات الأندية يجب أن يكون ضمن خطط عمل كلّ المرشحين برنامج جديّ ومدروس يخصّ البراعم فهي الفئة المزهرة مستقبلاً، على اعتبار أن اتحاد الكرة يتذرع عند دعوة اللاعبين المغتربين للعب في صفوف منتخبات الرجال والأولمبي والشباب بعدم وجود لاعبين محليين جيدين.
وهنا نصل إلى نقطة أخرى في حال وجود رعاية جيدة وتبنٍّ للاعب ما في أحد الأندية، تنظر له إدارته في حال كان طفرةً على أنه صفقة اقتصادية لا نجم يصنع الفارق بعد قيامه بتجربة احترافية، فيضيقون عليه كثيراً ثم يطلقون سراحه لصاحب المقابل الأكبر، والأمثلة كثيرة حيث زخر منتخب الشباب الذي خاض النهائيات الآسيوية العام الماضي في أوزباكستان بعد غياب 12 عاماً بالعديد من اللاعبين الأكفاء والذين لا تقلّ موهبتهم عن أيّ لاعب مستدعى للعب مع المنتخب الأوّل.
ربما يكون مالك الناجي الوحيد صدفةً لكون ناديه السابق الفتوة تحلّى بتعامل حسن ورضي بالمعقول، أما مهاجم الكرامة محمود الأسود الغائب بسبب عمل جراحي عن صفوف المنتخب الأوّل والمتوّج مع ناديه لفئة الأولمبي بالنسخة الأولى من دوري تحت 23 عاماً، ورغم كل العروض التي انهالت عليه من دولة الإمارات ومصر، إلّا أن ناديه له رؤية أخرى، ربما يدفع ثمنها كثيراً في حال لم يكمل هيكتور كوبر المدير الفني لمنتخب الرجال مشواره معنا، فكما لم يختر كوبر جنعير الموهبة التي لا يختلف عليها اثنان، قد لا يختار المدرّب القادم الأسود، وبالتالي يسدّد نادي الكرامة ضربة قاضية لمستقبل الأسود وحصوله على مبلغٍ جيد جداً والسبب طمعه بتحصيل أكبر قيمة من بيع الأسود.
وفي ظلّ غياب الرقابة الأبوية من قبل اتحاد كرة القدم، وغياب التخطيط لأخذ دورهم الحقيقي في اكتشاف المواهب ورعايتها ومتابعتها حتى الاحتراف، ستظلّ مواهبنا تحت رحمة الأندية من جهة لتبنيها ومن جهة أخرى لتركها تكمل مشوارها.