“إسرائيل” و”داعش” على قائمة العار نفسها
عندما شنّ الاحتلال الإسرائيلي في عام 2014 حربه العدوانية الواسعة النطاق على قطاع غزة، أجمع عشرات الكتاب والمثقفين والمحللين على وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالإرهابي مثله مثل تنظيم “داعش”.
لقد أثبت نتنياهو أنه كان أكثر وحشية من “داعش”، ففي كل حرب أو صراع هناك ضحايا من المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال الذين يصابون أو يقتلون عن طريق الخطأ، لكن استهداف المدنيين عمداً بالطريقة الهمجية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي لم يحدث من قبل.
خلال الحرب الإسرائيلية الوحشية المستمرة في غزة، قامت حتى وسائل الإعلام المتحيّزة وجماعات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية بالتحقيق في العديد من الهجمات المميتة، وأثبتت أن الفظائع الإسرائيلية ضد الفلسطينيين كانت متعمّدة. وفي الوقت نفسه، قامت هذه الجهات بالتحقيق في الادّعاءات الإسرائيلية المزعومة بأن المقاومة الفلسطينية ارتكبت انتهاكاتٍ جسيمة ضد النساء الإسرائيليات، بما في ذلك الاغتصاب وقطع رؤوس الأطفال وإساءة معاملة الأسرى.
ووجدوا أن كل هذه الادّعاءات غير صحيحة. وقد سحب العديد من القادة الدوليين تصريحاتهم بشأن هذه الادّعاءات، كما نشرت وسائل الإعلام تقارير غير منشورة عنها، بالإضافة إلى ذلك، نشر العديد من التقارير التي تثبت عكس ذلك.
في سياق متصل دحض العديد من الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم الادّعاءات الإسرائيلية حول سوء معاملة المقاومة الفلسطينية، حتى إنهم أشادوا بهم وأعجبوا بأخلاقهم ومعاملة أطفالهم، ومنعت “إسرائيل” مواطنيها من التحدث إلى وسائل الإعلام حتى لا تنشر حقيقة المقاومة الفلسطينية.
وبعد أن اتضحت أوجه التشابه بين قوات الكيان الإسرائيلي و”داعش”، قامت الأمم المتحدة بإضافة قوات الكيان الإسرائيلي إلى قائمة العار السوداء نفسها. وجاءت إضافة الاحتلال الإسرائيلي إلى هذه القائمة بعد أن كان لدى الأمم المتحدة أدلّة موثّقة على أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستخدم عمليات القصف الواسع النطاق في المناطق المبنية، وتفرض حصاراً شديداً على غزة، وتجنّد مخبرين صغاراً وتهاجم البنية التحتية الإنسانية الحيوية، بما في ذلك منشآت الأمم المتحدة والمدارس والمستشفيات ومنشآت المياه والصرف الصحي.
إن إضافة الاحتلال الإسرائيلي إلى هذه القائمة بعد أن تم التحقيق في انتهاكاته من جهات محايدة، يعني أن انتهاكات قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين سيتم تسليط الضوء عليها من المجموعات الدولية والهيئات الرسمية، الأمر الذي سيؤدّي إلى صدور قرارات من مجلس الأمن الدولي تتعلق بحظر الأسلحة وغيرها من القيود، وسيدعم مبادرات العزلة مثل المقاطعة، وسحب الاستثمارات، وتعطيل التجارة، وتعليق المشاريع التعليمية والتعاون. وفوق كل هذا، فإن إضافة قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى هذه القائمة يثبت للجميع أن نتنياهو وغيره من القادة الإسرائيليين كاذبون، وادّعاءاتهم بأن جيشهم هو الأكثر أخلاقية في العالم هي ادّعاءات باطلة.
دراسات