التعامل العاطفي مع كرة القدم لا يحقق النتائج المطلوبة
ناصر النجار
ما زال الحديث عن الخسارة الكارثية لمنتخبنا الوطني لكرة القدم أمام كوريا الديمقراطية قائماً ولم ينته، والجميع ينظر بأسف إلى هذه الخسارة لأنها أجهضت حلماً كبيراً تجلّى بمغادرة كرتنا (بنسبة كبيرة) التصفيات الآسيوية وضياع حلم التأهل إلى كأس العالم.
والحقيقة أن كلّ محبي كرة القدم تعاملوا مع هذه الخسارة بعاطفتهم، فلا شكّ أن الخسارة حملت خيبة أمل كبيرة، لكن من غير المنطقي أن يتحمّل اتحاد كرة القدم كامل المسؤولية وحده، ليكون القربان والضحية التي نقدّمها فداء لكرة القدم، ثم نعود إلى نقطة الصفر من جديد، ونبدأ مع حلم جديد بأشخاص جدد.
الفكرة أننا لم نستفد من كلّ التغييرات السابقة التي تعرّضت لها كرتنا، ولم تحقق أي خطوة نحو الأمام، وذلك بسبب عدم الاستقرار، وعدم متابعة المشوار.
لا شكّ أن اتحاد كرة القدم لم يصل إلى مرحلة الكمال، ولم ينجز كلّ خططه وأهدافه، فبناء كرة القدم يحتاج إلى وقت طويل لتقطف ثماره، ولنا في كلّ دول الجوار مثال وعبرة.
إذا أردنا استرجاع الماضي القريب إلى ذاكرتنا بالعودة عشر سنوات إلى الوراء، سنجد أن حصيلة العمل في كرة القدم كانت مخزية لأنها اعتمدت على ردّ الفعل دون أن يكون هناك استراتيجية أو خطة طويلة الأمد، فتمّ تغيير ثلاثة اتحادات وبينها عدة لجان مؤقتة، وفي هذه الفترة تمّ تغيير أكثر من عشرة مدرّبين للمنتخب، وفي المحصلة الأخيرة لم نحصد إلا الندم والخيبة.
لذلك فإن التعامل مع هذه المرحلة بالأسلوب ذاته سيؤدي بكرتنا إلى نتائج كارثية، وبالتالي علينا التعامل مع الموقف الأخير بحكمة وهدوء من خلال مراجعة الأخطاء والسلبيات والعمل على علاجها.
في كلّ الأحوال يمكننا الإشارة إلى مقومات كرة القدم التي نفتقدها، وهذه المقومات عنصر مهمّ في بنائها وتطويرها، فكرتنا تفتقر إلى الملاعب الصالحة ولكلّ عمليات البناء الصحيحة في الأندية، وغياب الاحتراف الحقيقي، وهذه مشكلات عامة لكنها بلا شك مؤثرة على المنتخب بشكل مباشر وغير مباشر.
إدارة المنتخب اجتهدت لبناء منتخب يحقّق آمال جماهيره، لكنه ما زال بحاجة إلى وقت أطول، حتى تكتمل صفوفه ويقوى عوده، ونلاحظ أن الإصابات التي لحقت به أثرت بشكل مباشر على المنتخب، فالهدف الذي خسرنا به أمام كوريا كان بسبب خطأ دفاعي بين أحد مدافعي منتخبنا والحارس، وليس من حلّ إلا بالاستمرار مع تفادي الأخطاء وعلاجها حتى نصل إلى تشكيلة مستقرة وكاملة بكل صفوفها.
المرحلة التي نحن فيها تقتضي الصبر وعدم التعامل معها بالعاطفة، وإبعاد المصالح الشخصية عن كلّ قرار وعن كل تصريح وصولاً إلى المرحلة التي يتمناها الجميع.