بالأحلام أو الأوهام .. يجب أن نهزم اليابان!
محمود جنيد
النفسية تحتاج في هذه المرحلة إلى بيان رسمي ينفي خسارتنا الفاضحة مع المنتخب الكوري الديمقراطي، ويؤكد أن العبث الذي حدث في المقطع غير المرئي الذي منع عرضه وهزّ مشاعرنا، مفبرك عبر تقنية الذكاء الاصطناعي في ليلة خميس ساخنة، ويمكن لموقع الاتحاد الآسيوي المساهمة بذلك من خلال نشر خبر فوز منتخبنا على نظيره الكوري الديمقراطي المصنّف 114 عالمياً، كما فعل خلال الشوط الأول للمواجهة المشؤومة، ونحن بطبيعتنا سنصدّق الأمر فليس لدينا خيار سوى السير لإدراك الحلم!
أما الآن، وبعيداً عن الأحلام الملونّة الذي شربنا الزقوم من سرابها، وأكلنا الحنظل من بهتانها، دعونا نقلب صفحة كوريا الديمقراطية كما طوينا قبلها صفحة ميانمار السوداء، لنفكر كيف نرمي الطعم لمحاربي الساموراي ليقعوا في شراك نسورنا فتفترسهم على طريقة الفانتازيا، وندقّ بعدها على الخشب ونصفق ونزغرد للمنتخب.
وللمساعدة في تحقيق ذلك وعدم الاكتفاء بالتنمّر والتنظير السلبي الموهن لعزيمة النسور وقادتنا الرياضيين والكرويين قبل مواجهة الثلاثاء المصيرية، لدينا بعض الحلول والمعطيات وما يعزّزها من تطمينات مؤولة عن المنافس الذي قد يلعب باسترخاء وبتشكيلة جلّها من الصف الاحتياطي اتقاء الإصابات كونه ضمن التأهل، بأن نذكر مثلاً بأن المنتخب العراقي الشقيق هزم المنافس الياباني في كأس آسيا، وأن لا مستحيل بكرة القدم والمهمّ هو النوايا الصافية والوقوف على ناصية الحلم والقتال بعزيمة وإصرار، أو أن نذكر سرب النسور ومدرّبهم بأنه علينا التحرّر من أصفادنا الدفاعية التي كلبشنا فيها العالمي كوبر دون أن ندقق بأنه رغم ذلك تلقت خاصرتنا الطعنات من أوهن المنتخبات في آسيا، ونشنّ على اليابانيين هجوماً كاسحاً يختمه العكيد السومة العائد بالأهداف الحاسمة، ونربح ونتأهل ونفرح.. بالأحلام بالأوهام لا فرق!
أمر آخر يمكن التعويل عليه متعلق بطريقة الوخز بالإبر المهدئة للمعنويات المحطّمة والنفسيات المهزومة جراء مباراة الخميس، والتلويح بالمكافآت السخية المبلسمة للجراح الملتهبة، وأن نبقي عناصر المنتخب تحت الضغط خلال المباراة، والهدف من ذلك ضمان عدم اطمئنان نسورنا وعدم التخفيف من ضراوة الهجوم، لأن طبيعة كوبر الدفاعية قد تغلب تطبعه بالهجوم ويطلب من اللاعبين العودة للوراء للخروج بتعادل أو أقل الخسائر، وربما تأخذه -أي كوبر- الحمية وينزل للملعب ليشارك في الدفاع ليؤكد نجاعة استراتيجيته وصحة نهجه وطريقة تفكيره!
لكن وإزاء تلك الأفكار النيرة التي طرحناها، تواجهنا مشكلة حقيقية وهي أن فاقد الشي لا يعطيه، فكيف لمنتخبنا الذي تحوّل إلى حقل تجارب ويحتاج لشهر من الراحة والاستشفاء بعد الرحلة الشاقة من لاوس إلى هيروشميا، أن ينتفض رغم المقدمات المحبطة، ويتخلّى عن عباءته الدفاعية مع كوبر ويحقق التوازن بين الإحكام الدفاعي والتحول الهجومي المنظم، ويقوض مزايا أقوى منتخبات آسيا، من التنظيم والانضباط التكيكي والرتم العالي، والاستحواذ الإيجابي والعناصر السريعة.. إلخ!!
لن نزيد على ما سبق ونمعن بالتشاؤم وجلد الذات، وسنبقى متشبّثين ببارقة الأمل مهما كانت خافتة، وندعو بأن يجبر الله بالخواطر المكسورة، ويحقق منتخبنا شبه المعجزة ويتأهل إلى الدور الثالث من التصفيات، لنستمر بالحلم!