“بيلدكس”.. احتكاك بين الصناعي والموردين وحلول لتأمين المواد والتأهيل في ظلّ الحصار
دمشق- زينب محسن سلوم
نجح معرض بيلدكس لمستلزمات وحجر البناء ومستلزمات الإكساء والديكور ومواد العمران الداخلية والخارجية في جذب العديد من المهتمّين، وفي طليعتهم طلاب ودارسو العمارة والهندسة المدنية ورجال الأعمال والشركات العامة والخاصة وحتى من خارج القطر، حيث يرى ياسر (طالب هندسة مدنية) أن الحضور إلى المعرض يعدّ استكمالاً لخطوات التعليم الجامعي العملي المعماري، حيث يتيح الدخول في التفاصيل من القطعة الخام إلى المُنتج النهائي، والتعرّف على جميع الطبقات والمواد المستخدمة، وآلية عرض القطع على الزبائن وترويجها، لافتاً إلى أن المعرض يشتمل على مجالات متعدّدة ومتداخلة مع موضوع البناء مثل مجال الكهربائيات وتوليد الكهرباء من الألواح الشمسية ومواد العزل الحراري، والتمديدات الصحية وفق الطرق الحديثة الملائمة للأبنية الضخمة، وعرض أنواع جديدة من البلاط والأرضيات، فضلاً عن عرض قطع بديلة لمواد البناء توفر ١٠‐٢٠% من الكلف، كما توفر وزناً أخفّ للطوابق، ما يعزّز أمان البناء. كما أشاد بوجود شركات عالمية، والاهتمام بالترويج والتسويق ضمن المعرض.
المهندسة سارة، أكدت أن أهم ما يميّز المعرض هو تكثيف مشاركة العنصر النسائي، ولاسيما من خلال مشاريع صغيرة ومشغولات خشبية تستخدم للتزيين أو كقطع أساسية في المنازل والديكور، مبينة أهمية الموقع الجغرافي لسورية على طرق تصدير مواد البناء لشرقي آسيا، خاصةً وأنها قادرة على تقديم المواد الأولية لصناعة السيراميك، والبورسلان، وأطقم الحمامات، وتقديم أحدث المنتجات مثل الهياكل الفولاذية مسبقة الصنع، المعدّة للإنشاء السريع.
من جهته المهندس نبيل (مشارك) أشار إلى أن جناح شركتهم عرض عدداً من مشاريع الأبنية التي تمّ إنجازها بدمشق، وبرجين تمّ تصميمهما للإنشاء خارج القطر، لافتاً إلى استخدامهم تقنيات حديثة تمكّن الزبون من مشاهدة التصميم عبر تقنيات بصرية 360 درجة، قبل التنفيذ النهائي، فيما أكد أحد العارضين أن المعرض يشكّل فرصة لجميع الشركات العاملة في مجال البناء ولوازمه، ولكلّ راغب في إشادة بناء أو فيلا على الطراز الحديث المتطور، وكل راغب بالتعرف على بدائل مواد البناء والإكساء الداخلي والخارجي. وشدّد أحد رجال الأعمال من الجزائر على التنظيم الجيد للمعرض والزخم الاقتصادي الذي يشكله من خلال التواجد والحضور الكثيف للشركات والزوار على حدّ سواء، مؤكداً أن التعاملات التي تمّت خلاله تبشّر بالخير وبغدٍ أفضل لسورية، ومنوهاً بإصرار الشركات على متابعة أعمال البناء والتواجد ضمن سورية رغم تداعيات الحرب والحصار، وتحقيق التشغيل الأمثل من خلال الإصرار على إعادة تأهيل الإنتاج بالاستفادة من الخبرات المحلية،
فيما بيّن مدير إحدى شركات الطاقات المتجدّدة اللبنانية المشاركة في المعرض أن هدفهم هو تكثيف استخدام الطاقة الخضراء، وتقليل أزمات الوقود الأحفوري، والمساعدة في نهوض قطاع الطاقة والإفادة من خبرتهم في هذا المجال لجميع الشركات الشقيقة، مؤكداً ثقته بأن هذه الشركات ستحقق الصدارة في زمن قصير، وسنرى قريباً ألواحاً ترفد الشبكات العامة بالكهرباء وتخفّف العبء الحكومي في توليدها باستخدام تقنيات حديثة ذات موثوقية وكفاءة عالية.
بدوره، علاء هلال، من الجهة المنظمة، أوضح أن وظيفة “بيلديكس” هي الحفاظ بالدرجة الأولى على ما تبقى من صناعات مواد البناء في سورية، ومساعدتها على الاستمرار بالعمل، كما أنه يمثل فرصة للصناعيين لإثبات تواجدهم في الأسواق السورية والإقليمية والاحتكاك مع الزبون الخارجي، ومع مورّدي المواد والخدمات الذين حضروا فعاليات المعرض، وبعضهم سيقدّم الحلول ويساهم في ترميم خطوط الإنتاج وتأمين المواد اللازمة في ظل معاناتنا مع الحصار. ولفت إلى أن المعرض يؤمّن لقاء العاملين في مجال البناء والدارسين والموردين، والجهات الوصائية والنقابية، والتنظيم النقابي لمهن الهندسة والمقاولات.