اقتصادصحيفة البعث

تزايد المقاطعة الدولية يفاقم مشكلات إسرائيل الاقتصادية في خضم حرب غزة

البعث- وكالات

قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن حدة الردّ العالمي على جرائم إسرائيل في حربها على غزة تشتدّ بشكل متزايد، الأمر الذي أدّى إلى سلسلة من المقاطعات الاقتصادية والعواقب الدبلوماسية. وأشارت الصحيفة في تقرير لها إلى اعتراف دول أوروبية رسمياً بالدولة الفلسطينية، في حين تدرس دول أخرى اتخاذ خطوات مماثلة، وسط خطوات أخرى وصلت إلى منع جزر المالديف الإسرائيليين من دخول البلاد، ما أدّى إلى تفاقم عزلة “إسرائيل” على الساحة العالمية، وتعكس هذه النكسات الدبلوماسية – وفقاً لهآرتس – نفاد الصبر الدولي المتزايد إزاء حرب إسرائيل المدمّرة على قطاع غزة.

واعتبرت الصحيفة أن العواقب الاقتصادية المصاحبة لردود الفعل العالمية وخيمة وبعيدة المدى، حيث ألغت فرنسا مشاركة “إسرائيل” في معرض “يورو ساتوري 2024” للأسلحة والدفاع، وهو ما يمثل ضربة كبيرة لصناعة الحرب الإسرائيلية، ووصف وزير حكومة الحرب  هذا القرار بأنه “جائزة للإرهاب”، وحثّ فرنسا على إعادة النظر فيه، وفقاً للصحيفة.

وفي قطاع الأعمال، قطعت العديد من الشركات الكبرى علاقاتها مع “إسرائيل”، فقد انسحبت مؤخراً شركة “بري آ مانجيه” من اتفاقية الامتياز مع مجموعة التجزئة الإسرائيلية “فوكس”، مستشهدة بحرب غزة باعتبارها حدث قوة قاهرة، وأكدت الصحيفة أن السلسلة البريطانية واجهت ضغوطاً متزايدة من الجماعات المؤيدة للفلسطينيين، مما أدى إلى احتجاجات في لندن.

وأشارت الصحيفة إلى إعادة شركة ماكدونالدز – التي تواجه مقاطعة عالمية مؤيدة للفلسطينيين – الاستحواذ على فروعها الإسرائيلية البالغ عددها 225 فرعاً، في محاولة للتخفيف من ردود الفعل العنيفة من زبائنها المسلمين، وهي خطوة ينظر إليها على أنها محاولة لإبعاد العلامة التجارية العالمية عن وجودها المثير للجدل في “إسرائيل”، والذي أصبح مرتبطاً بشكل متزايد بجنود الجيش الإسرائيلي والحرب على غزة.

وبدأت صناعة التكنولوجيا المتقدمة في “إسرائيل” – التي كانت ذات يوم فخراً لها ومحركاً مهماً لاقتصادها – تشعر أيضاً بآثار التراجع جراء الحرب على قطاع غزة وما صاحبها من توترات وردود فعل عالمية.

ووفقاً للصحيفة، فقد أدّت المقاطعة إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية، والتي تمثل أبرزها بارتفاع تكاليف المعيشة في إسرائيل، مما زاد الضغوط الاقتصادية القائمة، كما رفعت شركة “العال” أسعار تذاكرها، مع وقف شركات الطيران الأجنبية رحلاتها إلى “إسرائيل” ارتفعت أسعار الشحن بسبب التهديدات الإقليمية، وارتفعت أسعار العقارات والمنتجات بسبب نقص العمالة. وترى الصحيفة أن المسؤولين يقدمون إجابات غامضة وغير مقنعة عند سؤالهم عن التدابير الرامية إلى الحدّ من ارتفاع تكاليف المعيشة.

وتشير الصحيفة إلى أنه ومع اكتساب حركة المقاطعة العالمية زخماً يستعدّ المستهلكون الإسرائيليون لمزيد من الضغوط الاقتصادية، وأن عجز الحكومة عن معالجة هذه القضايا بشكل فعّال يترك البلاد عرضة لمشكلات مالية أعمق في الأشهر المقبلة.