أخبارصحيفة البعث

حافظ الأسد مسيرة كفاح.. ندوة لوزارة الثقافة في الذكرى السنوية لرحيله

دمشق- سنان حسن

أقامت وزارة الثقافة- مديرية ثقافة دمشق- ندوة فكرية بعنوان “حافظ الأسد مسيرة كفاح” بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل القائد المؤسس حافظ الأسد، شارك فيها الأستاذ سليمان حداد، والدكتور سليم بركات، والأستاذ إلياس مراد على مدرج المركز الثقافي العربي بأبي رمانة بدمشق، حيث استفاض الحضور بالحديث عن مسيرة القائد المؤسس وتاريخه السياسي والإنساني، مؤكدين أننا أمام حالة لن يكررها التاريخ بما قدمه من عطاء وعمل لسورية وللعروبة.

الأستاذ سليمان حداد أوضح أن بعض الرجال يصنعهم التاريخ، وبعض الرجال يصنعون التاريخ، والقائد المؤسس حافظ الأسد صنع تاريخ سورية بما قدمه من عمل وجهد على مدى عقود من الزمن، وقدم الأستاذ حداد عرضاً بيّن فيه عدد من المواقف التاريخية التي حصلت خلال مرافقته للقائد المؤسس، كاشفاً أن اللقاء الأول له مع الراحل الأسد كان في القاهرة إبان الوحدة ونفيهم إليها مع مجموعة من الضباط البعثيين، ومع الانفصال والعودة إلى دمشق اشتغل مع القائد المؤسس والضباط الأحرار في التحضير لقيام ثورة آذار، والتي كانت رداً على دعاة الانفصال، وجاء موعدها في الثامن من آذار لإنقاذ رفاق بعثيين حكمت عليهم قوى الانفصال بالإعدام، وفي مقدمتهم محمد إبراهيم العلي أبو الندى، ومصطفى طلاس، حيث بين الأستاذ حداد أنه ألقى البيان الأول والثاني للثورة، ثم اتجه إلى سجن المزه لتحرير الرفاق البعثيين والعودة للقاء مع القائد المؤسس.

بدوره الدكتور سليم بركات تحدث عن أبرز المحطات في تاريخ القائد المؤسس بدايةً من تواجده في مدرسة جول جمال وإلتحاقه بالعمل الطلابي مروراً بالتحاقه بالكلية العسكرية، وانتسابه لحزب البعث العربي الاشتراكي، وتشبعه بأفكاره ومبادئه التي حملها على عاتقه طوال مسيرته مؤمناً بها، ومنادياً إلى تطبيقها وتحقيق الوحدة العربية . وأضاف بركات أن القائد المؤسس عمل على بناء سورية وتحديثها بعد الحركة التصحيحية، وبناء قواتها المسلحة وتطويرها، وتعزيز العمل العربي المشترك، وتبني نهج المقاومة.

من جانبه أضاء الأستاذ إلياس مراد على عدد من الأحداث التي واكبها مع القائد المؤسس بدايةً من حرب تشرين والنصر الذي تحقق بقيادة القائد المؤسس، موضحاً أن الاتحاد السوفييتي بعد الانتصار أقام حفل استقبال كبير للقائد الراحل لم يقم من قبل إلا لـ فيدل كاسترو وعبد الناصر، حيث خرج الطلاب الروس من المطار وحتى مكان الاحتفال للترحيب بالقائد المؤسس. كما عرض الأستاذ مراد لإحدى المواقف بين سورية والعراق والحكمة التي قادها القائد الأسد لمنع حصول أي مناوشات مع الجانب العراقي، وأخرى للمصالحة بين سورية ومصر، وكيف استطاع القائد المؤسس خلال تصريح صحفي لإحدى الصحف العربية من تذليل المشاكل، وتحقيق التواصل مع الرئيس المصري حينها حسني مبارك، مؤكداً أن كل هذه الأحداث والمواقف للقائد المؤسس تؤكد أنه صاحب مشروع منذ بداية عمله الطلابي، مروراً بانتسابه لحزب البعث والتحاقه بالكلية الحربية حتى قيام الحركة التصحيحية.

بعد ذلك فتح باب المداخلات حيث بين الدكتور عماد فوزي الشعيبي أن القائد المؤسس  كان لاعباً سياسياً من الطراز النادر، فهم أصولها وتفاصيلها، واستطاع تقييم أخطاء خصومه والاستفادة منها، يفكر بصوت عالي ويحتفظ بأدواته حتى اللحظة الأخيرة، ويدرك صعوبة التدعيم الدولي لمبادرته، فهو قضم الوقت وربح الزمن، فكان أستاذاً في سياسة حافة الهاوية ومجازفاً في سبيل الحصول على حقوق بلده، لم يمر على سورية قائد مثله منذ سقوط الدولة الأموية حتى اليوم، فاستحق أن يكون مفصلاً مهماً في التاريخ، وقائداً عظيماً كـ بسمارك وبطرس الأكبر.