كرتنا تصرع على مذبح تجار الأحلام!
محمود جنيد
لا فائدة من الكلام، فالضرب بالميت حرام، وأعظم الله أجرنا برياضتنا وكرتنا ومنتخبنا البائس، وأحلامنا التي تاجر وتلاعب بها صنّاع الوهم وما أكثرهم، لنصحو على كابوس جديد أشدّ رعباً وظلاماً!.
لكننا لن نتأخر عن حفلة الرقص على أوجاعنا وجراحنا، وسنقولها على الطريقة السوقية التي عاملنا بها منتخبنا الوطني لكرة القدم والقائمين عليه، تحت قيادة المنتهي “كوبر” الذي حوّل أحلامنا الى أجداث عبر من فوقها المنتخب الكوري الديمقراطي الغرّ إلى الدور الثالث من التصفيات المشتركة، قبل خماسية اليابان التي جعلت المدرّب يُطرد من حاضر وتاريخ وذاكرة الكرة السورية وجمهورها هو ومن جاء به وأغدق عليه الملايين المسفوحة على بلاط الفشل المهين.
خمسة اليابان تكرّرت أمس مع الرأفة في وقت كان الجميع يأمل بأن تحدث صدمة الهزيمة القاضية أمام كوريا الديمقراطية، الانقلاب على ضعفنا وقلة حيلتنا وإفلاسنا، ونحقق طفرة الفوز على اليابان التي يمكن أن تحدث في كرة القدم لكنها تحتاج إلى رجال على قدر العزم، لتأتي النتيجة منسحبة على ما سبق، خسارة مهينة وخروج مفجع، مفرطين بفرصة ذهبية لمواصلة المشوار في التصفيات بعد أن خدمتنا القرعة بمجاورتنا كوريا الديمقراطية وميانمار في المجموعة نفسها!.
كوبر حاول أمس أن يخترع، ويكرس عنصر المفاجأة بتشكيلة ضخ من خلالها دماء جديدة غير متوالفة مع المجموعة، وقُرِئت قبل أن يعلن عنها قبل المباراة التي لم يسمح لنا خلالها الساموراي بالتنفس وأجهزوا علينا باكراً بأهداف متلاحقة حسمت الأمور، وتوسمنا بالفرج يأتي من بوابة الميانماريين، لكن الكوريين كانوا أصدق إنباء ولم يفرطوا بفرصة منحناهم إياها بتخاذل.
السواد الأعظم من الجمهور الآن يطالب برحيل القيادة الرياضية واتحاد الكرة بعد فشله على المستويات كافة، من مشروع التطوير الذي مات في مهده، إلى الفئات العمرية المتعثرة، والدوري “المخجل” الذي يعكس حال كرتنا والفوضى التي عاثت في كل أركان اللعبة المتهاوية بكل تفصيلة منها، في وقت شهدنا التطور المذهل للكثير من المنتخبات المغمورة في القارة، ونحن نواصل التقهقر إلى الأموال الطائلة التي صرفت سدى، لكن ونكاد نجزم بأنهم لن يتخلوا عن كراسيهم، وسيصدعون رؤوسنا بمبرراتهم وحججهم، ونجاحاتهم بملفات المغتربين، ويعلنون عن التشبث بمشاريعهم التي أسسوا لها، وخطتهم لملحق التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا 2027، ونرجو أن نكون مخطئين في ذلك.
لا ندري كيف ستكون ردّة فعل المعنيين على ما جرى، وتقييمها للأمور وإن كانت ستجد مسوغات للفشل غير المسبوق في تاريخ كرتنا، وتبقيهم يسرحون ويمرحون جاثمين فوق أطلال كرتنا ورياضتنا، في الوقت الذي نحتاج فيه إلى الإحلال والتجديد بكل شيء من الألف إلى الياء!.