ثقافةصحيفة البعث

“أيام السينما التونسية” تكرّم لحام وواصف وفيلم “في عيني”

أمينة عباس

أطلقت المؤسسة العامة للسينما بالتعاون مع السفارة التونسية وبرعاية وزارة الثقافة تظاهرة أيام السينما التونسية، وكرم في حفل الافتتاح الذي أقيم، مساء أمس، في دار الأوبرا الفنان دريد لحام والفنانة منى واصف والمخرج الراحل عبد اللطيف عبد الحميد، إيذاناً بعودة النشاط الثقافي بين البلدين بعد توقف دام سنوات عدة.

وبينت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة في تصريحها للإعلام أن العلاقات السورية ـ التونسية عريقة ومغرقة في القدم: “نحن شعب واحد وأشقاء في التاريخ والحاضر وطموحاتنا وتطلعاتنا واحدة، وهذا التآخي يجب أن ينعكس على صعيد التبادلات الثقافية التي ستتجلى تباعاً بإقامة مهرجانات وأسابيع سينمائية متبادلة بين الطرفين، والبداية هي عبر هذه الأيام السينمائية التي ستتيح للجمهور السوري الاطلاع على تجربة تونس في السينما، وهي تجربة أثبتت حضورها عالمياً، وقريباً سنحمل أفلام المؤسسة العامة للسينما الهادفة لنعرضها أيضاً في تونس”.
وبيّن السفير التونسي محمد المهذبي في كلمته أهمية الصورة وتأثيرها في حياتنا، وأكبر دليل ما نشاهده، اليوم، في الأراضي المحتلّة حيث ساعدت الصورة المنقولة يومياً على كشف جرائم الصهاينة وكانت خير معبر عن بلاغة الدماء، مشيراً إلى أن تونس كانت من أوائل من عرفوا السينما حينما سافر إليها الأخوان “لوميير”، مكتشفين السينما بعد أشهر عدة من تقديمهما أول عرض لهما ليصوّرا فيها بعض المشاهد: “الانطلاقة الحقيقيّة للسينما كانت بعد استقلال تونس التي تميزت بإطلاق أول مهرجان سينمائي عربي ـ أفريقي عام 1966، وبأعمال بعيدة عن السينما التجاريّة، وقد كشفت عن مواهب عربيّة وإفريقيّة وكادر فني وتقني أصبح معروفاً بسويته العالية، ولقد اخترنا أفلام تونسيّة لعرضها ضمن الأيام ليطلع عليها الجمهور السوري وهي تمثل عينة بسيطة من اهتمامات السينما التونسيّة الجديدة”.
بدوره أوضح الأستاذ مراد شاهين أن التعاون السينمائي بين تونس وسورية ليس جديداً، فمنذ التحضيرات الأولى لإطلاق مهرجان دمشق السينمائي منذ عقود عدة خُطط ليكون هناك توأمة بين مهرجاني دمشق السينمائي وأيام قرطاج السينمائية التي نتج عنها الكثير من التعاون والدورات المهرجانية الناجحة والمميزة في كلا البلدين: “ها هي الأيام السينمائية التونسية تستحضر ذلك الماضي الجميل في علاقتنا الثقافية وتؤسس لمستقبل واعد على صعيد هذا التعاون، خاصة أن أشياء متعددة مشتركة فيما بيننا على صعيد صناعة الأفلام فكلانا يعاني  ضيق السوق السينمائية، ولهذا كان علينا منذ البداية أن نشق لنفسينا طريقاً صعباً نحو صالات العالم إلى جانب السعي لتقديم سينما جادة في معالجة مشكلات المجتمع من دون الاستسلام لمتطلبات السينما التجاريّة”، وختم شاهين بتأكيد أن هذه المناسبة ستكون خطوة جميلة على طريق تعميق الحوار الثقافي والإنساني الخلّاق بين شعبين شقيقين تربطهما على الدوام هموم وطموحات مشتركة.
ورأى المخرج باسل الخطيب في تصريحه لـ”البعث” أن هذه التظاهرات في سورية مؤشر إيجابي: “من فترة أقيم أسبوع للسينما البرازيليّة، واليوم للسينما التونسيّة ذات التاريخ الفني والتي قدّمت الكثير من الأعمال المتميزة التي نالت شهرة على المستوى العالمي، ومن المهم لنا كسينمائيين سوريين أن نبقى على اطّلاع ومواكبين لأهم الأفلام التي تنتج خارج سورية فهذا يغني تجربتنا”.
وعن تكريمهما، أجمع الفنانان دريد لحام ومنى واصف على أهمية هذا التكريم من قبل السفارة التونسية، فيقول لحام: ” التكريم في هذه المناسبة يعني لي الكثير لأنه من بلد الثقافة والفنون، ولي ذكريات كثيرة مع الشعب التونسي، فقد قدمت عام 1979 مسرحية “كاسك يا وطن” على مسرح قرطاج الكبير الذي كان مكتظاً بالجمهور، الأمر الذي اضطرنا لتقديم هذه المسرحية ثلاث مرات ويومها كُرّمت ومُنِحت وسام الثقافة التونسيّة.. من الضروري إقامة مثل هذه الأيام السينمائية ليطّلع الجمهور على تجارب الآخرين في السينما”.
كما شكرت الفنانة منى واصف السفارة التونسية على تكريمها والشعب التونسي عامة على محبته الكبيرة لكل الفنانين السوريين، مبينة أن السينما التونسية ليست غريبة عن الجمهور السوري الذي تعرف عليها من خلال مهرجان دمشق السينمائي، وهذا التعاون بين المؤسسة والسفارة لتقديم أعمال تونسيّة لعلّها تساعد في نهوض السينما من جديد.
يذكر أن فيلم الافتتاح حمل عنوان “في عينيّ” للمخرج نجيب بالقاضي، على أن يقدم مساء اليوم الأربعاء فيلم “نشرة” للمخرج عبد الحميد بوشناق، وغداً الخميس فيلم “قبل ما يفوت الفوت” للمخرج مجدي لخضر، وتقدم العروض في صالة الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون.