مع اقتراب عيد الأضحى.. استقرار نسبي في أسعار اللحوم والاستيراد كسر سعر السوق
دمشق- رحاب رجب
لا شكّ أن عمل المسالخ الحكومية يزداد بشكل كبير في هذه الفترة، مع قدوم عيد الأضحى المبارك، حيث يبدأ العدّ التنازلي لدخول وقت الأضحية مع بداية شهر ذي الحجة، غير أن استطلاعاً بسيطاً لآراء الجزارين في السوق أثبت أن هناك استقراراً نسبياً في أسعار اللحوم، حيث لم يتجاوز ثمن الكيلو غرام الواحد من الخروف الحيّ الذكر حتى الآن عتبة الـ٨٥ ألف ليرة سورية وسعر كيلو غرام اللحمة المسوفة ١٧٠ ألفاً، بينما يباع الكيلو غرام الواحد من اللحمة الهبرا بمبلغ ٢٢٠ ألفاً.
ومع بداية موسم الأضاحي يقوم تجار اللحوم بشراء الأغنام وإرسالها إلى المسلخ الحكومي الذي يقوم بذبحها وسلخها وتجهيزها حسب الطلب مقابل أجرة معينة يتقاضاها المسلخ، ثم يقوم التاجر بتوزيعها على المحلات التي تستلم منه الذبائح، ويفضّل أغلب الباعة استلام الذبيحة كاملة وعرضها في محلاتهم موسومة بختم المسلخ والشؤون الصحية، نزولاً عند شروط الرقابة الصحية والتموينية. غير أن أغلب الجزارين يفضّلون شراء الأغنام بأنفسهم وذبحها في محلاتهم أو بالقرب منها بعيداً عن أعين الرقابة، متذرّعين بعدم توفر الشروط الصحية الكاملة في المسلخ من نظافة وطهارة، وقد أكدوا أن وجود عامل واحد في المسلخ مخالف لشروط الطهارة يمكن أن يفسد الذبيحة ويغيّر مواصفاتها في اليوم التالي كحدّ أقصى رغم التزام المحل بتبريدها وحفظها حسب الأصول.
“البعث” توجّهت إلى رئيس جمعية اللحامين في دمشق محمد يحيى الخن، بالسؤال حول ما إذا كان الاستقرار في أسعار لحوم الأضاحي يعود إلى فتح باب الاستيراد، وإحجام أكثر الجزارين عن التعامل مع المسالخ الحكومية، وما إذا كان يعدّ ضرورياً اللجوء إلى المسالخ الحكومية لتأمين اللحوم الطازجة النظيفة، فأكد أن استقرار أسعار لحوم الأضاحي حالياً ليس له علاقة مطلقاً بفتح باب استيراد اللحوم، لأن الاستيراد جاء لتأمين أنواع من اللحوم بسعر أقل من سعر لحم الغنم العواس وتمكين المواطن من سدّ حاجته من اللحم بسعر مخفض، وهذا اللحم ليس مرتبطاً بلحوم الأضاحي.
وبالنسبة لمسألة الإحجام عن شراء اللحوم عبر المسالخ الحكومية، أشار الخن إلى أن أغلب اللحامين في مدينة دمشق يقومون بالذبح عن طريق المسلخ المركزي لمحافظة دمشق، إذ إن استجرار اللحوم من المسلخ الحكومي يشكل ضمانة كبيرة لأنه مراقب صحياً ومن حيث النظافة، ومراقب تموينياً ومن الجمعية الحرفية للحامين، وبالتالي من الضروري أن يلجأ اللحام إلى المسلخ المركزي التابع لمحافظة دمشق في منطقة الزبلطاني.
ونحن بدورنا نؤكد مرة أخرى أن قيام الجهات التدخلية الحكومية، وخاصة السورية للتجارة، باستجرار اللحوم الحمراء من المسالخ أثناء انخفاض سعرها وتخزينها في براداتها، وهي رائدة في ذلك، ومن ثم إعادة طرحها في الأسواق أثناء ارتفاع أسعارها، هو الأسلوب الناجع والمفيد للتدخل في الأسعار ومنع ارتفاعها، وبالتالي توفير المادة للمواطن بسعر تفضيلي.