رياضةصحيفة البعث

بعد الخروج الحزين لكرتنا.. هل تكفي استقالة كوبر؟

ناصر النجار

انتهت رحلة منتخبنا الوطني لكرة القدم مع التصفيات الآسيوية بالخسارة الثقيلة مع اليابان بخمسة أهداف نظيفة، وقبلها بالخسارة الكارثية مع كوريا الديمقراطية بهدف وحيد، وتحطّمت آمال الجمهور ببلوغ التصفيات الأخيرة المؤهلة إلى كأس العالم، لنبقى على مقاعد الانتظار أربع سنوات أخرى قبل أن يتجدّد الحلم، ورغم أننا في الدورتين الماضيتين تأهلنا إلى الأدوار النهائية عندما كان نظام المسابقة أصعب بتأهل اثني عشر منتخباً، إلا أننا في هذه التصفيات فشلنا رغم أن الأبواب كانت مفتوحة على مصراعيها بتأهل ثمانية عشر منتخباً، ولعلّ مرحلة السوء بدأت من التعادل المخيب مع ميانمار وهو القشة التي قصمت ظهر منتخبنا، ولو كان حقق الفوز وقتها لكانت حسابات المنتخب تغيّرت، ولكان اليوم بين الصفوة المتأهلين ولكنّا نطبل ونزمر لكوبر واتحاد كرة القدم.
وللأسف فإن كل الدول العربية تأهلت إلى الدور الحاسم من التصفيات إلا منتخبنا ومنتخبي لبنان واليمن، وهذا يعني أننا في الدرك الأسفل في غرب آسيا، وهو أمر يدعو للحزن ويشعرنا بالخيبة الكبيرة.
وجاء الخبر السعيد بعد المباراة المرّة باستقالة المدرّب الأرجنتيني هيكتور كوبر، وقد تحمّل المسؤولية كاملة، موجهاً شكره للقيادة الرياضية واتحاد الكرة واللاعبين وقد تعاون معه الجميع، لكنه لم يستطع أن يسعد الجمهور، فكانت أكبر خيبة لكرتنا من أشهر مدرّب في العالم عقدنا عليه الآمال والعزم وبنينا على خبرته آمالاً واسعة ووضعنا كل الإمكانيات تحت تصرفه، وفرض علينا كلّ شيء واستجبنا له بكل شيء، وهذا يدلّ على أن ثقة القائمين على الرياضة وكرتنا لم تكن في محلها، وأن كرتنا ما زالت غير قادرة على السير الصحيح واكتشاف النور لتخرج من نفقها المظلم.

مسيرة كوبر مع منتخبنا كانت مملوءة بالنتائج المتناقضة، ولم يصل منتخبنا يوماً ما إلى الاستقرار ليحقق الانسجام، وكان كوبر دوماً يبدل ويغيّر في تشكيلته ودوماً يستدعي لاعبين من هنا وهناك لا نعلم عنهم شيئاً سوى أن كوبر رضي عنهم، والحقيقة أن أكثر هؤلاء لم يكونوا بالمستوى المطلوب ولعلّ الأمر فيه شيء غير مفهوم.
مع منتخبنا خاض كوبر 18 مباراة منها ثماني مباريات ودية وأربع في نهائيات أمم آسيا وست في التصفيات الآسيوية، فاز في خمس مباريات وتعادل في ست وخسر سبع مباريات، سجل لاعبونا عشرين هدفاً ودخل مرمانا ثلاثة وعشرين هدفاً.
كوبر استقال، فهل هذا يكفي؟ وهل استقالته ستكون بداية لاستقالات قادمة، أم إن الأمر سيان لأننا اعتدنا على تجرع ألم الخيبة والخسارة؟