روسيا: اتجاهات التأهب تتحدّد وفق تطور الوضع العسكري والسياسي العالمي
عواصم – تقارير
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن نتائج تدريبات القوات النووية غير الإستراتيجية التي جرت خلال الأيام الماضية ستحدد اتجاهات التأهب المستقبلي وفق مختلف أشكال تطور الوضع العسكري والسياسي العالمي.
وقالت الوزارة في بيان لها اليوم: “بالتعاون مع زملائنا البيلاروس تم إعداد وتسليم الصواريخ المزودة بمعدات خاصة، وتعليق الذخائر الجوية الضاربة بحوامل الطائرات، فيما يتم حاليا حل قضايا الإمداد بالأطقم القتالية المتدربة على الذخيرة النووية”، موضحة أنه “بناء على نتائج التدريب، سيتم تلخيص نتائج كل مسألة تدريبية، وتحديد الاتجاهات، لمواصلة تحسين تدريب القوات النووية غير الإستراتيجية، من أجل ضمان إنجاز المهام المطلوبة في ظل خيارات مختلفة لتطور الوضع العسكري السياسي”.
من جهته، دعا نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف إلى الرد على العقوبات الغربية بمبدأ التعامل بالمثل و إلحاق أكبر قدر من الضرر بالدول غير الصديقة، مضيفاً: “لا توجد قواعد تتعلق بالعدو! فليتلقوا منا الرد على الضرر الذي ألحقوه بروسيا، وبأقصى درجة من الإيلام”.
وفي شأن متصل، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو أن جميع تصرفات حلف شمال الأطلسي (الناتو) اليوم تثبت بشكل لا لبس فيه أن الحلف يحضر لصدام محتمل مع روسيا، حيث تظهر التدريبات العسكرية التي تُجرى على وجه التحديد أن جميع المفاهيم الأمنية الآن مبنية على هذا الأساس، وقد تم التخلي عن التعاون وعاد الناتو إلى الترتيبات الأمنية للحرب الباردة، مضيفاً: إن “الحلف أطلق العنان لحرب هجينة ضد روسيا الاتحادية”.
إلى ذلك حذر غروشكو من أن الاستراتيجية الجيوسياسية التي تتبعها واشنطن في آسيا تؤدي إلى زيادة التوتر في المنطقة وقال: “إذا تحدثنا عن الاتجاهات الأمنية في المنطقة الآسيوية، فإننا نرى أنها تؤدي بوضوح إلى التدهور، فالوضع حول تايوان يتصاعد، والمحاولات الأمريكية الخطيرة للغاية لعسكرة المنطقة ملحوظة، ونشر أنظمة أسلحة جديدة بعيدة المدى هناك يمكن أن تهدد الصين بشكل مباشر، إضافة إلى تصعيد التوتر حول كوريا الديمقراطية”، مضيفاً: إن “هذه كلها عناصر من اللعبة الجيوسياسية الخطيرة التي بدأتها الولايات المتحدة”.
وعلى المقلب الغربي، أكد نائب رئيس حزب ثلاثة ألوان التشيكي بيتر شتييبانيك أن حديث البعض عن إمكانية ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” ضرب من الجنون، وأن أحد الأسباب الرئيسية للحرب في أوكرانيا يكمن في تخليها عن وضعية الحياد التي نص عليها دستورها والقفز إلى الفخ الأمريكي عندما تمت دعوتها إلى حلف الناتو خلال قمة الحلف في بوخارست عام 2008، وذلك ضد إرادة العديد من الدول الأوروبية آنذاك. فيما أظهر استطلاع حديث للرأي أجراه موقع أوراق برلمانية واسع الانتشار في تشيكيا أن 98 بالمئة من قراء الموقع يعارضون قيام حلف الناتو بإرسال قوات منه إلى أوكرانيا مقابل موافقة واحد بالمئة فقط على هذه الخطوة.
من جانبه، أكد عضو مجلس النواب الأمريكي عن ولاية أريزونا الجمهوري بول غوسار أن التقارير بشأن رفع واشنطن الحظر عن تزويد قوات آزوف الإرهابية النازية بالأسلحة تشير إلى مدى الانحدار الذي وصلت إليه إدارة جو بايدن، مضيفاً: “فإدارته لا تخفي حقيقة أن الولايات المتحدة تسلح الآن كتيبة متعصبة للنازية في أوكرانيا، وتطيل بذلك متعمدة أمد هذه الحرب الدموية والقاتلة بالوكالة”.
ميدانياً.. أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن قواتها واصلت تحسين مواقعها على مختلف المحاور، وكبدت قوات نظام كييف خسائر بلغت نحو 1990 جندياً خلال اليوم الماضي، مبينةً أن قواتها سيطرت على مواقع جديدة في مقاطعة خاركوف ودونيتسك، وصدت العديد من الهجمات المضادة في عدد من المحاور، ودمرت مستودعات ذخيرة ودبابات ومعدات عسكرية للقوات الأوكرانية بعضها غربي الصنع، فيما استهدفت المقاتلات الروسية وسلاح المدفعية والصواريخ تجمعات للقوات والمعدات العسكرية الأوكرانية في 103 مناطق، وأسقطت منظومات الدفاع الجوي 33 طائرة دون طيار و4 قذائف من راجمات الصواريخ فامباير تشيكية الصنع، وهيمارس أمريكية الصنع.