رياضةصحيفة البعث

اتحاد كرة القدم.. صفقات بالجملة وأموال مهدورة دون رقيب!

 سامر الخيّر

استلم اتحاد كرة القدم الحالي مهامه منذ سنتين تقريباً، وعلى الفور خرج بالعديد من التصريحات والوعود، رافعاً سقف الطموحات عالياً، وفي الأحوال العادية يعتبر هذا تصرفاً عادياً، لكن من يقدّم نفسه على أنه ربان سفينة النجاة وصاحب الحلول لما تمرّ به كرتنا، يجب أن يكون على دراية كافية بالوضع الكارثي، حيث اختفت بعض الدوريات -في الكرة الأنثوية والفئات الصغيرة، وتراجعت أخرى، هذا عدا عن غياب الاهتمام بالمنشآت والتجهيزات وغيرها الكثير، وحتى لا نطيل، وجد الاتحاد بوابة يمكنه منها ظاهرياً العمل على إعادة إحياء الدوريات وكرة القدم بشكل عام، وهي الأموال المجمّدة في الخارج، فكانت معضلة: كيف نستطيع استقدامها؟.

الإجابة كانت بالتعاقدات مع المدرّبين الأجانب، كما ذكرنا سابقاً، ومن ثم صفقات اللاعبين حديثنا لهذا اليوم، ويمكن تقسيم هذه الصفقات إلى قسمين بحسب سلوك الاتحاد، الأول يرتبط بشكل مباشر باللاعبين المحليين، وخاصة الشباب وتسويقهم في الأندية الخليجية، ونتيجة لعدة ظروف منها سوء الدوريات وأهمها الابتعاد عن العين، كانت تجري هذه الصفقات أثناء المعسكرات الخارجية، فلا رقيب ولا حسيب، حيث كان يتردّد وكيل لاعبين غير سوري ومعروف بإتمامه لعدة انتقالات للاعبين إلى الدوريات الخليجية، إلى مكان إقامة منتىخبي الشباب والأولمبي، وجرى التعاقد مع لاعبين فيما فشلت محاولات أخرى، وكل هذا كان يجري برعاية وإشراف اتحاد اللعبة ورفض المدرّب الهولندي للمنتخب حينها الذي كان ينصح اللاعبين بالتروي لأن المستقبل أمامهم والعروض لا بدّ ستنهال عليهم إذا ما ركزوا على أهدافهم وقدّموا كل ما يستطيعون، ووقتها كان الاستحقاق كأس آسيا للشباب والتأهل لكأس العالم للشباب، وطبعاً من يريد أن يطور ويؤهل كرتنا لا يفرط بمواهبنا وشبابنا هكذا وبعقود ضعيفة!

لكن الضربة الكبرى لم تكن من هذه الصفقات وإنما بالفكرة الجهنمية التي استطاع العاملون في الاتحاد توظيفها لاستجرار الملايين من الأموال المجمّدة، فشاهدنا أسماء لاعبين لم نسمع عنهم وعن الدوريات التي يلعبون بها، وهذا مدروس أيضاً، فاللاعبون المغمورون يمكنهم التحكّم بهم، فمن جهة لن يستطيعوا اللعب مع منتخبات البلاد التي يعيشون فيها، لذا من مصلحتهم القبول بتمثيل منتخبنا لتسويق أنفسهم، ومن جهة أخرى الأموال التي سيأخذونها من أجل هذا الغرض أقل بكثير من لو كانوا لاعبين معروفين، وخير دليل فضيحة نجم وسط فريق شتوتغارت الألماني محمود داهود.

ونحن هنا لا نلمح إلى أن استخدام الأموال المجمّدة سيئ، وإنما حديثنا عن آلية صرف هذه الأموال وأين ذهبت؟ وهل أتت بنتيجة إيجابية محلياً على الأقل؟ على اعتبار أن إخفاق كوبر والمنتخب الأول عارٌ سيرافق اتحادنا العام وليس اتحاد الكرة فقط إلى أن نقدّم شيئاً نموذجياً في إحدى التصفيات القادمة.