ضغوطٌ غربية… وإسنادٌ ووعي بالمرصاد
بشار محي الدين المحمد
كان هجوم المقاومة الوطنية اللبنانية قبل أيام على شمال الأرض المحتلة هو الأعنف منذ حرب تموز عام ٢٠٠٦، ويشكل عاصفة شمال حقيقية، ورسالة قوة وضغط هي الأعنف لعدو هو الأعتى والأبشع على مرّ التاريخ العربي الحديث.
إن وابل الصواريخ والمسيّرات هذا لم يكن خطوة عبثية، بل عمل مدروس الخطوات والآثار وفي الزمان والمكان المناسبين، بالتوازي مع إسناد منظم من القوات اليمنية والمقاومة العراقية لدكّ أهداف في العمق الصهيوني، وفي ممر الملاحة بالبحر الأحمر.
أما على المقلب الأمريكي والغربي يسارع ماكرون لإنقاذ الاحتلال من المأزق، محاولاً العزف على وتر مبادرة سيده بايدن التي تهدف في جوهرها لتحميل مسؤولية استمرار العدوان للمقاومة الفلسطينية، وتبرئة “إسرائيل” من المزيد من مجازرها المتواصلة في غزة ورفح، بالتوازي مع تشديدها الحصار على كامل الأرض المحتلة، والأهم من ذلك استمرار السياسة الأمريكية في اللعب على الوقت على أمل “كسب” الأهداف عبر الضغط على المقاومة الفلسطينية علها “ترضخ” للشروط، ولكن المقاومة أذكى وأقوى من أن تقع في أفخاخ العقارب، كيف لا وهي التي عانت وشاهدت تاريخاً أسوداً من الغدر الصهيو-أمريكي في المنطقة والعالم بأسره؟ وبالتالي فالمقاومة ستحافظ على مواقفها ولن ترضى بأقل من انسحاب للعدو الإسرائيلي، وإدخال للمساعدات الطبية والإنسانية للغزاويين.
إن استمرار اللعب على عامل الوقت، وإن طال، لن يصبّ في مصلحة المجرم نتنياهو، ولن يطيل عمره السياسي الإجرامي المشؤوم عبر مدّ أمد عدوانه كما يظن، لإنه بكل بساطة يتجاهل حقيقة أن تلك الإطالة تظهر بقوة مدى تآكل العمر الافتراضي للكيان الإسرائيلي المصطنع أكثر فأكثر، وفساد صلاحيته التجارية الرأسمالية… مهما حاول نتنياهو استثمار ذلك مع ساسة الغرب الحاليين، أو حتى من سيحل محلهم من اليمين المتطرّف الصاعد إلى بقايا السلطة الأوروبية، فلن يجني أو يجنوا سوى مزيداً من الخيبة والانقسام.
ستكون يد المقاومة هي العليا وكلمتها هي الموحدة، بالتعاون مع قوى التحرّر الوطني التي تعيش نهضة وعي ومواقف هي الأقوى، وستشكل نواةً تصحح عالما طال فساده وعظمت آلامه جراء تطرّف وتعنت قوى الاستكبار.