دراساتصحيفة البعث

الجيش الإسرائيلي يقتل الأطفال

نتيجة للأعمال الإجرامية التي ينفّذها الجيش الإسرائيلي ضد الأطفال في قطاع غزة، قرّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إدراج الكيان الإسرائيلي على اللائحة السوداء للدول والمنظمات التي تلحق الأذى بالأطفال في مناطق النزاع.

وتعتمد البيانات الواردة في التقرير على المنظمات الأممية والعوامل الميدانية، ولهذا ترى وسائل إعلام إسرائيلية أن عواقب الدخول إلى اللائحة السوداء تشمل الإضرار بالصورة الإسرائيلية، حيث يكتسب التقرير صبغة دولية ذات تأثير كبير، وسيتم الاستشهاد به في جميع هيئات الأمم المتحدة، بما في ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وهذا يعني أن مكتب المبعوث الخاص سيعدّ تقارير مخصّصة للكيان، وسيتم تقديمها في وقت لاحق إلى مجلس الأمن.

وكان الكيان الإسرائيلي قد تلقّى في مسودة التقرير انتقاداتٍ عدة، منها استخدام قنابل واسعة النطاق في المناطق المحتلة، وفرض حصار شديد على غزة، ومهاجمة البنية التحتية الحيوية، ومحاولة تجنيد قاصرين كمخبرين، واستخدام الأطفال كدروع بشرية.

ووفقاً للتقرير فإن الكيان الإسرائيلي متخوّف من أن القرار الذي ينصّ في الواقع على أن الجيش الإسرائيلي هو جيش يقتل الأطفال، سيؤدّي إلى فرض عقوبات على الكيان من دول العالم، بما فيها تلك الدول التي تورّد الأسلحة إلى الكيان.

وتذكر وسائل إعلام إسرائيلية أن هذا القرار الأممي يسبّب قلقاً كبيراً لدى كبار المسؤولين في الكيان الإسرائيلي، وأنه يأتي على خلفية سلسلة من القرارات الدولية ضد الكيان، كما أن له عواقب عملية قد تضرّ بإمدادات الأسلحة إلى الكيان.

ولهذا يواصل قادة الكيان جهودهم لمنع إدخال الكيان إلى اللائحة السوداء للدول والمنظمات التي تقتل الأطفال، لكن احتمال نجاحها ضئيل جداً، حيث باءت كل مساعي الكيان لإقناع غوتيريش بتجنّب هذه الخطوة، بالإخفاق. وسوف يظهر الكيان في اللائحة السوداء التي ستنشر خلال الأسبوع المقبل ضمن تقرير سيتم توزيعه على أعضاء مجلس الأمن، وستجري مناقشته في ٢٦ حزيران الجاري.

وسيغطي التقرير الحالي عام ٢٠٢٣ بأكمله، حيث شهد الربع الأخير قفزة في البيانات بسبب الحرب على قطاع غزة التي اندلعت في تشرين الأول الماضي.

وهكذا ستصنّف الأمم المتحدة لأول مرة الكيان الإسرائيلي ضمن دول ومنظمات إرهابية على أنها تقتل الأطفال مثل: “داعش”، و”القاعدة”، و”حركة الشباب”، و”بوكو حرام”.

وحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، أدّى العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة منذ شهر تشرين الأول إلى استشهاد نحو ١٥٥٠٠ طفل، بالإضافة إلى إصابة نحو ٨٣٣٠٩، أغلبهم من الأطفال في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال آلاف الشهداء تحت الركام في مناطق يصعب إجلاؤهم منها، بسبب منع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والإنقاذ إليهم.

دراسات