كل عام وسورية بخير
قد يكون الحديث عن فرحة العيد في هذه الأيام مؤلم ومشبع بمرارة الظروف، خاصة في ظل الواقع الاقتصادي والمعيشي الصعب الذي لم يقف في وجه الأمل والتفاؤل بالأيام القادمة، بل زاد من تصميم الناس على ممارسة حياتهم اليومية كما هي في مثل هذه الأيام، كالتحضيرات لأجواء العيد والنزول إلى الأسواق، وإن كان ذلك في حدوده الدنيا وبأبسط مظاهره التي لا تخلو من ملامح الحزن والأسى، إلا انه دليل واضح على إرادة الحياة الموجودة والتي تشكل جسراً للعبور إلى ضفة الأمان التي سنصل إليها بإذن الله في القريب العاجل.
ولا شك أن إحياء السوريين لعيد الأضحى هو تأكيد مرة أخرى على صمود هذا الشعب العظيم وإن كانت فرحته ممزوجة بالألم إلا أنها فرصة لاستراحة قصيرة من إرهاق ونزيف مستمر وهو فرصة للملمة الجراح ومسح الدموع وشحن العواطف والنفس بطاقة ايجابية للنهوض مرة أخرى، والوقوف بثبات كما هو الجندي البطل الذي يقف بشموخ رغم ما يعترضه ويهدده للذود عن الوطن والدفاع عن الكرامة التي لا وجود لها خارج حدوده.
وبمناسبة عيد الأضحى المبارك، نعايد على شعبنا الصامد وعلى عائلات شهدائنا الذين صنعوا بدمائهم عيداً دائماً لجميع السوريين، هو عيد السيادة والمقاومة للإرهاب بكل همجيته وبربريته، كما نعايد قيادتنا التي تقود المعركة بحكمة وشجاعة، ونتمنى أن تحمل الأيام القادمة الخير الوفير وأن يعم الأمن والأمان ويعود السلام إلى سورية المنتصرة، وهذا هو عيد الأعياد لنا جميعاً، وكلنا ثقة بالله وبقدرتنا على صنع مستقبلنا، وكل عام وسورية بخير.
“البعث”