رغم غناها بمصادر المياه.. اللاذقية تشكو العطش والحل يحتاج إلى تجاوب حكومي
اللاذقية – رحاب رجب
لا تزال مشكلة نقص المياه تؤرق أهالي محافظة اللاذقية التي يمر منها نهر السن لتذهب مياهه العذبة إلى البحر دون تحقيق الفائدة المرجوة منه.
النبع، الذي يشكل المصدر الأساسي لمياه الشرب في المحافظة، لم تتمكن الخطط الحكومية حتى الآن من لحظه في استثماراتها، بينما يعاني الأهالي شحا شديدا في مياه الشرب في منطقة تعد من المناطق الأكثر هطلا للأمطار إذ تتجاوز بعض المناطق فيها معدل 1200 مم سنويا، ما يجعلها من مناطق الاستقرار الأولى على مستوى القطر.
مدير مؤسسة مياه اللاذقية ناجي محمود علي أكد أن اللاذقية تعتمد في إروائها بشكل كامل على نبع السن الذي يغذي المدينة، وأن نسبة الإرواء تختلف من منطقة إلى أخرى حسب ساعات التقنين الكهربائي والقرب من الخط الرئيسي، حيث تصل نسبة الإرواء في المركز إلى 95 في المئة، بينما تصل في الأطراف إلى 70 في المئة. وأشار إلى أن مدينة جبلة تروى بالكامل من السن ومن آبار العقدة، حيث تم تقسيم المدينة إلى قسمين، شمالي وجنوبي، لتسهيل خدمة جميع المشتركين.
أما مدينة القرداحة – والحديث للمدير – فتروى من السن، بينما يتم إرواء الأحياء في منطقة الحفة بمعدل حي كل أربعة أيام، من مشروع جورين وآبار الحبيس وآبار بكاس، وتروى صلنفة بشكل كامل ويومي من مشروع جورين وذلك حسب تغذيته الكهربائية.
وتعاني أرياف المحافظة عموما نقصا في المياه ناتجا عن النقص في حوامل الطاقة من مازوت وكهرباء، وتسعى المؤسسة بالتعاون مع الوزارة إلى تجاوز ذلك عبر تنفيذ مشاريع إخراج المحطات من التقنين الكهربائي أو تركيب منظومات طاقة شمسية.
وأضاف علي: قامت المؤسسة العامة لتوزيع المياه بإجراءات عدة لتحسين الواقع المائي، منها تنفيذ خطوط عزل للمناطق الطرفية بهدف زيادة الغزارة، وإعادة منظومة الخزانات إلى وضعها الطبيعي حيث يتم تأهيل خزاني بسنادا والقلعة في المدينة، والعمل على زيادة الوارد المائي وتشغيل محطة 16 تشرين في أقرب وقت، والتنسيق مع شركة الكهرباء لتحقيق التوافق بين ساعتي التغذية الكهربائية والمائية، وتقليل نسبة الهدر المائي، واستقبال الشكاوى بشكل دائم، وعقد اجتماعات مع المواطنين لمناقشة مشكلات المياه، وتسجيل الشكاوى ومتابعتها.
وبالنسبة للإجراءات التي قامت بها المؤسسة في الريف، لفت علي إلى أنه تم إخراج عدد من المحطات من التقنين الكهربائي، وتركيب منظومة طاقة شمسية في محطات أخرى، وتخصيص كمية محروقات لتشغيل مجموعات التوليد لإرواء بعض القرى والتجمعات في أعالي الجبال، ورصد مبلغ مالي لذلك، كما تم دعم المؤسسة بصهريجين من مديرية الخدمات الفنية باللاذقية، وتغطي مديرية الزراعة بعض المناطق ضمن الإمكانية.
وأضاف مدير المياه: تم إنجاز مشروع استبدال خطوط مياه بوحدة مياه مدينة جبلة وتحسين الواقع المائي فيها، وتنفيذ خط مياه في قرية العرقوب، وتركيب مجموعات توليد من موجودات المؤسسة وهي بحالة فنية متواضعة لمشروع إرواء كسب ما انعكس إيجابيا على مدينة كسب وجوارها، كما تم تنفيذ عدد من الخطوط في مدينة اللاذقية (الدعتور والرمل الجنوبي والمنتزه) وخط ضخ من محطة الرويمية المعفاة من التقنين الكهربائي إلى قرية مزار القطرية، وتقديم أربع غواطس بغزارة 40 م/سا لدعم مدينة جبلة من القناة الرومانية مع تنفيذ خط معفى من التقنين، وإعادة تأهيل مشروع آبار غمام في منطقة ربيعة، ولم يتم الانتهاء من مشروع إرواء الشيخ صبح وتبقى تركيب التجهيزات الميكانيكية والكهربائية، وحفر بئر في منطقة حييت لتحسين الواقع المائي، وحفر بئر في منطقة بكاس للغرض ذاته، كما يتم تنفيذ محطة تصفية على نفق عين البيضا لدعم مياه الشرب من سد 16 تشرين لمدينة اللاذقية وتحسين واقع مياه الشرب على كامل المحافظة، لتأمين 85000 م3/اليوم لمدينة اللاذقية، و40000 م3/اليوم من مياه السن للريف، ما ينعكس بشكل إيجابي على كامل المحاور الريفية، ويعد المشروع من المشاريع الاستراتيجية لحل مشكلة مياه الشرب في المحافظة.
وأضاف علي: يتم التنسيق مع شركة الكهرباء على إخراج محطة الزوبار من التقنين الكهربائي، وإخراج محطتي السامية الأولى والثانية، وإنجاز محضر الاتفاق بين مؤسسة المياه ومديرية كهرباء اللاذقية لزيادة التغذية الكهربائية لعدد من محطات الضخ لإرواء بعض القرى والتجمعات.
أما عن الصعوبات التي تعترض عمل المؤسسة، فأشار علي إلى انخفاض المعطائية المائية لمضخات نبع السن عند هبوط التغذية الكهربائية، ما يؤدي إلى انخفاض الوارد المائي إلى المحاور المستفيظة عموما وإلى مدينة اللاذقية خصوصا، والنقص الكبير في حوامل الطاقة اللازمة لعملية الضخ، وقدم الآليات والمعدات الهندسية ومجموعات التوليد وكلف الإصلاح العالية، والمؤسسة تحتاج إلى تنفيذ مشاريع صيانة لمحطات الضخ واستبدالها مع تنفيذ مشاريع الإخراج من التقنين للتمكن من ضخ المياه المتوفرة.