الأدب الإماراتي وتحولاته السردية في جلسة حوارية
دبي ـ غالية خوجة
ما هي التحولات الواقعية والفنية في الرواية الإماراتية؟ وما أهم الاتجاهات التي سارت فيها النصوص والشخوص؟ وماذا عن البيئة والمجتمع والمخيلة واللغة والزمان والمكان والحوار والحياة؟
هذا ما أجابت عنه الجلسة الحوارية التي دارت حول كتاب الناقدة د.مريم الهاشمي “التحولات السردية في الأدب الإماراتي”، بتنظيم من صالون المنتدى بالتعاون مع ندوة الثقافة والعلوم، بمقرها بدبي، بحضور العديد من الشخصيات الرسمية والثقافية.
وطرحت مديرة الجلسة والمحاوِرة زينة الشامي العديد من الأسئلة المتعلقة بمضمون الكتاب، انطلاقاً من العنوان واتجاهاته ومقاصده، عبوراً بالاستفادة من التاريخ، وتموقع السرد الإماراتي من السرد الخليجي، ولماذا لجأ الكاتب الإماراتي إلى التاريخ، هروباً، أم تشبثاً، أم موضة؟ وصولاً إلى التساؤل عن أهم تقنيات السرد الجديدة في الأعمال الإماراتية؟ إضافة للعديد من أسئلة الحضور التي جاءت في ختام الجلسة، ومنها ما تداخلت به الكاتبة الإعلامية عائشة سلطان ـ المنتدى، عن عنوان الكتاب الذي يناقش الرواية لا الأدب الإماراتي، متسائلةً: هل القصة هي المشروع القادم، كونها المعطف الذي خرجت منه الرواية؟ مؤكدةً أن اللغة العربية هي الأقرب إلى القارئ العربي بعيداً عن اللهجات، وهو ما أكدته، أيضاً، الكاتبة د.مريم الهاشمي، التي تحدثت عن كتابها مشيرة إلى أنه دراسة أفقية عميقة للأعمال الروائية الإماراتية، وتحولاتها الإنسانية من خلال اتجاهات متعددة، منها الاتجاه التاريخي، والاتجاه الواقعي، والاتجاه العجائبي، والتي يجمعها الاتجاه الاجتماعي.
وتابعت مجيبةً: التاريخ خلفية الحاضر، وقد يأتي للاستفادة منه، أو استعادته، أو بشكل أقرب إلى “التناصّ”، كفعل سلوكي، وهذا الأخير، تناص ثقافي قد يحدث نتيجة قراءة الروايات العربية والأجنبية، فيجمع بين أكثر من زمن، وأكثر من تقنية ذكية.
أما تموقع الكاتب الإماراتي، فهو الكاتب، والمدقق، والمُراجع، والمسوق، وله تُرفع القبعة، وبالنسبة للمتغيرات والمتحولات، فشملت العديد من العناصر والعوامل، منذ الرواية الإماراتية الأولى “شاهنده/ راشد عبد الله النعيمي”، ومنها زاوية الرؤية والتبئير، وأغلب السرد الإماراتي يعتمد على زاوية الراوي العليم بكل شيء، بينما الزمان، فهو محرك كل شيء من شخصيات وأحداث وحوار وأمكنة، إضافة إلى الحضور المتنوع للغة في الأعمال السردية الإماراتية بين الفلسفي والشعري والملحمي والواقعي والتراثي، والمباشر، والموحي، والرمزي.
نذكر أن كتاب “التحولات السردية في الأدب الإماراتي ـ د.مريم الهاشمي/ 260 صفحة”، صادر عن “مركز أبو ظبي للغة العربية ـ دائرة الثقافة والسياحة/ 2024″، أتى ضمن سلسلة “البصائر للبحوث والدراسات”، واتسم بتناول العديد من تجارب الأجيال الإماراتية، ومنهم نادية نجار، لولوة المنصوري، منى التميمي، ريم الكمالي، فاطمة الشامسي، ميسون القاسمي، فتحية النمر، لطيفة الحاج، علي أبو الريش، سلطان العميمي، جمال مطر، صالحة عبيد، إيمان اليوسف، نجيبة الرفاعي، محمد بن جرش، فاطمة المزروعي، عبيد إبراهيم بو ملحة.
أمّا ما نستنتجه من هذه التحولات، فمن الممكن الإشارة إلى بعضه، ومنه أن الأديب قارئ أيضاً، وأنه ككاتب سردي استطاع توظيف التحولات الواقعية مع الفنية مضيفاً التخييل، وما زال طموحه أوسع مما أنجزه، وأن التنوع الديمغرافي والثقافي للإمارات العربية المتحدة يظهر في الأعمال الروائية، كذلك تقنية المكان كانت واضحة كمنصة لبقية العناصر، خصوصاً، في الرواية التاريخية والواقعية، إضافة إلى التجريب الذي تميزت به الرواية الإماراتية الجديدة.