صحيفة البعثمحليات

استحقاق لا يحتمل المجاملة!

غسان فطوم

بعد عطلة عيد الأضحى الطويلة، تستأنف اليوم عملية الاستئناس الحزبي للرفاق البعثيين المرشحين لمجلس الشعب لدوره التشريعي الرابع، وذلك في فرعي محافظتي الحسكة ودير الزور، على أن تستكمل العملية مع بداية الأسبوع المقبل في باقي فروع الحزب بالمحافظات الأخرى.

ولا شك أن جماهير الحزب بشكل خاص، والشارع السوري بشكل عام، في حالة من الترقب والأمل الكبير في حدوث تغيير إيجابي على الأرض في آلية ومنهجية العمل وأداء أعضاء المجلس في المرحلة القادمة، سواء كانوا من الرفاق البعثيين الذين يمثلون الكتلة الأكبر في مجلس الشعب، أو مستقلين أو ممثلين لأحزاب أخرى، فالتحديات كبيرة على مختلف الصعد، وتستلزم عملاً جاداً على الأرض من كافة الأعضاء، بعيداً عن سلة الوعود الانتخابية التي لم “تؤتِي أكلها” خلال السنوات الماضية، وبدا ذلك واضحاً من صدور قرارات حكومية لم تكن في صالح المواطن ومرت من تحت القبة ولم تنل من الأعضاء سوى مداخلات صوتية خجولة أو شعارات الإصلاح الفارغة!

لذا، فإن تغيير الصورة النمطية لأداء أعضاء المجلس المرسومة في أذهان الناس يحتاج للوعي الانتخابي الناضج في اختيار هؤلاء الأعضاء من ذوي الكفاءة والخبرة العميقة والأخلاق والمقدرة العالية في الدفاع عن حقوق المواطن الخدمية والمعيشية، وسن التشريعات والقوانين التي تبسّط الإجراءات التي تحل مشكلات المواطن وتيسّر أموره، وكل ما يريده ويحتاجه ليكون المجلس بحق صوتاً قوياً بالعمل لا بالقول.

سورية بعد أكثر من 13 عاماً من الحرب والحصار الإقتصادي تحتاج إلى نهضة تنموية تنسينا مرارة الأزمة وآثارها السلبية، لذا نحتاج لأعضاء مجلس شعب ممن يمتلكون الخبرة، وخاصة في المجال الاقتصادي من أجل تقديم خطط وبرامج تساهم في تحسين السياسات المالية وإيجاد الهوية الاقتصادية المناسبة والمتوافقة مع متطلبات وتحديات التنمية المستدامة، وأيضاً نحتاج لكفاءات أخرى في باقي التخصصات والمجالات.

بالمختصر.. الاستحقاق القادم لا يحتمل مجاملة هذا المرشح أو ذاك لـ “سواد عيونه”، أو اعتبارات أخرى ضيقة، فأصواتنا أمانة وطنية، وأمانة الوطن ثقيلة تقتضي أن نكون واعين ويقظين من خلال الحرص على المشاركة الفاعلة في الانتخابات، وحسن الاختيار، بعيداً عن أي ضغوطات وحسابات ضيّقة دفعنا ثمنها سابقاً!

نريد كفاءات برلمانية شابة وخبرات تواقة للعمل، ممن يمتلكون الضمير الحيّ والحسّ الوطني العالي، يقولون ويفعلون، ولا يوجد في قاموس عملهم شماعات لتبرير الفشل بأسباب غير مقنعة لم تعد تنطلي على المواطن!