بوتين: نطور الثالوث النووي للردع… ومستعدون للحوار لضمان الأمن الأورواسي حتى مع الناتو
موسكو-فيينا-سانا
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداد بلاده لإجراء مناقشات واسعة النطاق حول القضايا المتعلقة بإنشاء نظام أمني أوراسي مع مختلف التكتلات بما في ذلك مع حلف شمال الأطلسي الناتو.
وكشف بوتين خلال لقائه بخريجي الأكاديميات العسكرية في الكرملين اليوم عن عزم روسيا العمل على مواصلة تطوير الثالوث النووي، مؤكداً أن روسيا ستعمل على تطوير أسلحة واعدة وتحسين جودة وكثافة تدريب القوات الروسية.
وقال بوتين: “تتضمن خططنا مواصلة تطوير الثالوث النووي كضمان للردع الاستراتيجي والحفاظ على توازن القوى في العالم”، موضحاً أن فعالية كل الجهود الرامية إلى تعزيز القدرة الدفاعية لروسيا تعتمد بشكل مباشر على الضباط ورفاقهم.
وكان بوتين أعلن في السابق عن حصة الأسلحة الحديثة في القوات النووية الاستراتيجية الروسية والتي وصلت إلى 95 بالمئة، وفي الجزء البحري من الثالوث النووي إلى ما يقرب من 100 بالمئة.
كما أعلن بوتين عن بدء الإنتاج التسلسلي لصواريخ “تسيركون” الجديدة فرط الصوتية، موضحاً أن روسيا ستزيد الإمدادات للقوات على الخطوط الأمامية من أنظمة الطائرات المسيرة بمختلف أنواعها، وكذلك المدرعات وأنظمة التدمير عالية الدقة، والطائرات الهجومية، وأنظمة كشف العدو والبطاريات المضادة، وأدوات القيادة والسيطرة وأنظمة الاتصالات.
ولفت بوتين إلى أن روسيا ستستمر في تطوير قواتها والعمل على نماذج حديثة عالية التقنية من المعدات العسكرية، مؤكداً أن روسيا ستعطي الأولوية لإمداد العملية العسكرية الخاصة في دونباس بالطائرات المسيرة.
وأوضح بوتين أنه “بفضل شجاعة وبسالة مقاتلي روسيا وقادتها تم فتح الطريق لتحرير أوروبا من النازية واتخذت خطوة حاسمة نحو النصر العظيم، واليوم يحافظ أحفاد وأبطال الحرب الوطنية العظمى بشرف على التقاليد البطولية لوطنهم ويواصلون الحفاظ عليها”، مضيفاً: “سنعمل على أسلحة ومعدات حديثة أخرى عالية التقنية يتم إنتاجها الآن على نطاق واسع”.
وتطرق بوتين إلى الوضع الدولي الصعب وظهور تحديات ومخاطر جديدة، مؤكداً عزم موسكو مواصلة تحسين القوات المسلحة بشكل شامل وبناء سياسة دفاعية والاعتماد على التكنولوجيا والعلوم المتقدمة والحلول المالية والاقتصادية الفعالة على المستوى الحديث.
من جهتها، كشفت منظمة “الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية” أن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بتجديد ترسانتها النووية المتمركزة في خمس دول أوروبية من خلال استبدال الرؤوس الحربية النووية القديمة بأخرى من الجيل الجديد.
وأوضح رئيس قسم الإعلام في المنظمة أليستير بورنيت لوكالة “سبوتنيك” أن هذه العملية جارية، حيث يمكن تتبع طائرات القوات الجوية الأمريكية المصممة لنقل هذه الأسلحة بشكل مباشر، مشيراً إلى أن واشنطن لا تتحدث علنا عن هذه العملية، ولكن عملية تجديد الترسانة النووية مستمرة.
وفي تشرين الأول الماضي كشفت المنظمة عن وجود أدلة تشير إلى أن الولايات المتحدة تخطط لنشر أسلحة نووية في بريطانيا، ما يضيفها إلى حوالي 100 وحدة موجودة بالفعل في خمس دول أخرى من حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
ووفقاً للمنظمة تنشر الولايات المتحدة حوالي 150 قنبلة نووية بقواعدها في ألمانيا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا وتركيا.
وفي نيسان الماضي أكدت المنظمة أن دول “الناتو” تنتهك معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية إذا قامت بنشر الأسلحة النووية في بولندا، ودعت في شباط الماضي الولايات المتحدة إلى سحب أسلحتها النووية من أوروبا، مشددة على أن تبادل الأسلحة النووية عبر الحدود يزيد من خطر التصعيد.
وتأسست منظمة “الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية” عام 2007 بهدف تعزيز تنفيذ معاهدة حظر الأسلحة النووية، وفي عام 2017 مُنحت المنظمة جائزة نوبل للسلام.