سياحة واصطياف..
وائل علي
أكدت عطلة العيد الطويلة توق السوريين للسياحة والاصطياف والاستمتاع والترفيه والنزهة بعد أن سلبتهم الحرب، وما تلاها من انهيارات وتصدعات، كل ذاك الجمال والألق الذي افتقدوه ليتحولوا إلى مجرد لاهثين وراء البحث والتفتيش المضني عن المزيد من مصادر الدخل لتغطية النفقات والمتطلبات والاحتياجات، بعد أن تضاعفت قيمها عشرات ومئات المرات، وتغولت حتى فاقت الممكن والمعقول، وناءت تحت عجلاتها الغالبية الغالبة..!
ما ذهبنا إليه نقلته بوضوح محطات الانطلاق داخل المحافظة الواحدة، وعلى وجه الخصوص محطات انطلاق البولمانات ونقل المسافرين بين المحافظات التي أغلقت شبابيك الحجز قبل أيام من مواعيد رحلاتها، كما أن غالبية أماكن الإقامة الفندقية والشقق المفروشة، لا سيما المجمعات البحرية والشاليهات والمطاعم والكافيهات شهدت، هي الأخرى، حركة نشطة فاقت “ربما” توقعات أصحابها، بعد أن ضاقت بزبائنها وزوارها وروادها لترفقها بعبارة “الحجوزات مكتملة”. وقد حفلت مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي بالكثير من اللقطات ومقاطع الفيديو المصورة التي تؤرخ وتوثق تلك اللحظات…
ومهما يكن من أمر، فلا شك أن ما شهدته مواقع الجذب السياحي والاصطيافي المنتشرة في جغرافيا الوطن يحكي حالة التعافي والنهوض الذي بدأت تشهده وتعيشه البلاد والعباد من تلك الكبوة، والذي لطالما انتظرناه، لكن ذلك لا يبرر أبدا حالات الاستغلال والابتزاز الني مارسها ويمارسها البعض مستفيدين من غياب الرقيب الذي لا يتحرك إلا “بالتنكيز ” والشكوى، وهذا لا يخدم – كما نظن ونعتقد – الحراك المشهود إن لم يقوضه ويحد منه ويسيء إليه بدرجة كبيرة…!!