دراساتصحيفة البعث

المجاعة تضرب شمالي القطاع مجدّداً

تزداد مأساة سكان شمالي قطاع غزة بسبب نقص الغذاء والأدوية، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، ما يجعل شبح المجاعة يخيّم من جديد، ليحصد أرواح الآلاف من المدنيين وخاصة الأطفال.

ومنذ أن شنّ الكيان الإسرائيلي الحرب على قطاع غزة في تشرين الأول الماضي نزح نحو مليوني فلسطيني من منازلهم في شمالي القطاع، حيث يعيش هؤلاء النازحون في ظروف سيئة للغاية وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والأدوية والرعاية، مع فقدان المسكن.

وتعاني مناطق شمالي القطاع من نقص كبير في المواد الغذائية والخضروات واللحوم والفواكه، ما يدفع السكان للاعتماد على الأعشاب البرية لتأمين احتياجاتهم من الطعام. ومع ذلك فإن الاعتماد على نوع واحد من الغذاء سبب في كثير من الأحيان في سوء التغذية بين الأطفال ووفاة العديد منهم نتيجة نقص الحليب المخصّص لهم.

وتسبّب سوء التغذية في وفاة نحو ٣٣ طفلاً، وحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، تلقى أكثر من ثمانية آلاف طفل دون الخامسة من العمر علاجاً لسوء التغذية الحاد في شمالي القطاع.

وتفاقمت الأوضاع الإنسانية داخل القطاع بسبب سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح منذ أيار الماضي وعرقلة إدخال المساعدات والمواد الغذائية والمستلزمات الطبية، وسط نداءات داخلية وتحذيرات أممية من أن نصف سكان القطاع سوف يواجهون خطر المجاعة والموت الحتمي بحلول شهر تموز المقبل.

وحذر “كارل سكاو” نائب المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي من أن “استمرار العمليات (الإسرائيلية) العدائية يجعل من المستحيل تقريباً إيصال المساعدات الغذائية التي تشتدّ الحاجة إليها بقطاع غزة”. وكانت الأمم المتحدة قد اشتكت في أكثر من مرة، من عرقلة إدخال فرقها مساعداتٍ إنسانية، إلى الفلسطينيين المعزولين في شمالي قطاع غزة.

وفي مخيم جباليا في شمالي القطاع يعمل مخبز واحد فقط، في حين تعمل أربعة مخابز في مدينة غزة من إجمالي ٧٠ مخبزاً، حيث توقفت جميعها بسبب تواصل العدوان الإسرائيلي.

وتؤكد مصادر حكومية من داخل قطاع غزة أن الرصيف العائم الأمريكي “لم يخفّف حقاً من كارثية الواقع الإنساني” في القطاع منذ أن تم إنشاؤه، وأن عدد شاحنات المساعدات التي مرّت عبره لا يتجاوز ١٢٠ شاحنة.

وتجدر الإشارة إلى أن سكان شمالي قطاع غزة تعرّضوا لخطر المجاعة بين شهري كانون الثاني وآذار الماضيين، حيث اضطروا إلى خلط أعلاف الحيوانات بدقيق القمح المتوفر لديهم قبل نفاده، كما اضطروا إلى أكل أوراق الأشجار لكي لا يموتوا من الجوع.

إن استمرار استخدام الاحتلال الإسرائيلي للتجويع كسلاح ومنع دخول المساعدات الغذائية والطبية هو جريمة حرب موصوفة بحق سكان قطاع غزة، واعتداء صارخ على القانون الدولي واستهتار بالمطالبات الحقوقية التي تدعو إلى إدخال المساعدات ووقف العدوان الإسرائيلي.

دراسات