أخبارصحيفة البعث

المجاعة لتهجير أهل غزة

تقرير  إخباري  

يبدو أن خطط الاحتلال الإسرائيلي في تهجير وتجويع سكان غزة تسير كما هو مرسوم، فالمعابر البرية مغلقة والميناء العائم الذي أنشأته الولايات المتحدة الأمريكية لنقل المساعدات عبر قبرص تم الإعلان عن فشله، والاستعراضات الجوية التي قامت بها واشنطن في المنطقة لإيصال المساعدات جواً أيضاً توقفت، وبالتالي فإن الوضع الإنساني وصل إلى مرحلة باتت تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني محاصر في القطاع، وهذا ما أكدته تقارير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا وبرنامج الغذاء العالمي “توجد مجاعة، مجاعة شاملة، في الشمال وهي تتحرك في طريقها جنوباً”.

منذ اللحظة الأولى على بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كان من الواضح استخدام الغذاء والدواء كسلاح في مواجهة الفلسطينيين في القطاع، حيث عمد الاحتلال في البداية إلى تخفيف وصول الشاحنات إلى داخل القطاع، مروراً بقتل الفلسطينيين أثناء حصولهم على المساعدات من المنظمات الدولية، وما جرى في مدينة غزة والشمال جريمة يندى لها الجبين، وصولاً إلى إيقافها نهائياً، تحت ذرائع التفتيش ونقل مساعدات إلى المقاومة، ومن ثم عمد إلى وقف عمل المعابر حتى أمام إخراج الحالات الإنسانية، وكانت أخر أفعاله الإجرامية هو السيطرة على معبر رفح البري مع مصر وتدميره بالكامل، والإعلان لاحقاً أنه غير جاهز لاستقبال أي مساعدات في وضعه الراهن.

وبالتالي فإن الخطط الإسرائيلية تسير وفق ما هو مخطط بدعم وتنسيق مباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية، التي حاولت من بوابة العمل الإنساني تخفيف وطأة الانتقادات التي تطالها من جراء رفض “إسرائيل” إدخال المساعدات للقطاع، بإنشاء ميناء عائم على سواحل غزة، طبعاً الميناء تحول إلى غطاء لتنفيذ الكيان الصهيوني عمليات ضد المقاومة باستخدام الشاحنات المنتقلة من الميناء إلى داخل القطاع، كما حدث في مجزرة النصيرات والتي راح ضحيتها أكثر من 800 فلسطيني بين شهيد وجريح لإنقاذ ثلاثة أسرى صهاينة، دون أن نغفل الجانب العسكري الذي استخدمته واشنطن في الميناء لإيصال الدعم العسكري واللوجستي للكيان وهذا باعتراف المسؤولين الإسرائيليين.

وعلى الرغم من المناشدات الدولية والأممية لإعادة فتح المعابر وإيصال المساعدات إلى أهل القطاع، إلا التعنت الإسرائيلي المدعوم بالموقف الأمريكي يؤكد أن واشنطن تقوده حرب التجويع ضد أهل غزة بكل تفصيل من تفاصيلها، وأنها تعمل مع “إسرائيل”  لارتكاب أكبر مجزرة في التاريخ من بوابة التجويع وقتل الناس الأبرياء وهم يبحثون عن لقمة عيشهم.

إن ما يجري في قطاع غزة من عملية تجويع ممنهجة هي جريمة حرب موصوفة، وعلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من محاكم الجنايات والعدل التحرك فوراً لإنقاذ آلاف الأطفال والنساء والعجزة من الموت المحتوم، وإلا سنكون أمام مشاركة جماعية في حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في غزة.

سنان حسن