بعد الاعتذار عن المشاركة في آسيا.. سلتنا الأنثوية خسرت تصنيفها الدولي
لم يُكتب لمنتخبنا الوطني للشابات تحت 18 سنة بكرة السلة أن يتوّج جهوده بمنافسة قوية في بطولة آسيا (المستوى ب) التي تنطلق اليوم في شينزن الصينية وتستمر حتى 30 الشهر الجاري، حيث ذهبت جهوده سدى بعد اعتذار اتحاد كرة السلة بسبب عدم توفر السيولة المالية الكافية للمشاركة!
الكثير من النقاد والمتابعين اعتبروا هذا الاعتذار ضعفاً من القائمين على سلتنا لخوفهم من عدم تحقيق نتائج جيدة قد تسيء لسلتنا الأنثوية، في حين رأى آخرون أن الاستعداد للبطولة لم يكن كافياً، ففترة عشرة أيام غير كافية لتأهيل منتخب قويّ ينافس على التأهل للمستوى الأول، في حين تشير الدلائل (حسب بعض المصادر) إلى أن بعثة المنتخب ضمّت فيها عدداً كبيراً من الإداريين ورؤساء للبعثة ومدرّبين فنيين، وإذا كان هذا الأمر صحيحاً فإن التكلفة المالية ستتجاوز مئات الملايين، لكن هذا عذر غير منطقي، ولاسيما أن اتحاد السلة من الاتحادات المحترفة التي تعتمد على الأموال الموجودة في الاتحاد الدولي لصالح دعم منتخباتنا الوطنية.
الأمر الآخر يتمثّل بأن اتحاد السلة فرض خلال الموسم الحالي عقوبات مالية كبيرة بحق الأندية واللاعبين والمدرّبين، كما فرض على الأندية دفع قيمة 5% من قيمة عقود اللاعبين المحترفين دخلت إلى خزينة الاتحاد، وبالتالي تساءلت الكثير من الكوادر عن مصير تلك الأموال، ولماذا لا يتمّ صرفها على منتخباتنا الوطنية ضمن الأنظمة والقوانين للمشاركة في البطولات الدولية، وكان الأجدى بالاتحاد البحث عن شركات لدعم المنتخب، فلو أمن له المشاركة في البطولة وتلقى الدعم (مالياً) مثل الدعم الذي تلقاه منتخب الرجال، لربما نجح في التأهل للمستوى الأول، خاصة وأن منتخبنا سبق له الفوز على أغلب المنتخبات التي تشارك بالبطولة.
“البعث” حاولت الاتصال ببعض أعضاء اتحاد السلة للاستفسار عن أسباب الاعتذار، لكن كافة المحاولات باءت بالفشل، مع العلم أن اتحاد السلة كانت له جهود حثيثة في تطوير هذه الفئة عبر المشاركة بعدة بطولات خارجية منها بطولات غرب آسيا، إلا أن المستوى الفني شاسع بين بطولة غرب آسيا وبطولة آسيا، خاصة وأن المشاركة في غرب آسيا اقتصرت على ثلاثة منتخبات فقط، وحقق منتخبنا فيها البطولة أكثر من مرة، قام بعدها الاتحاد بالتغنّي بتلك البطولات.
بصراحة لدينا جيل من اللاعبات من مستوى عالٍ جداً يستطعن المشاركة في بطولة آسيا، إلا أن الاعتذار جاء بغير وقته، وقد يكلف اتحادنا عقوبة مالية كبيرة من الاتحاد الآسيوي، ويحرمنا من المشاركة في البطولات المقبلة، ولا بدّ من توجيه رسالة إلى القائمين على كرة السلة السورية أن اللعبة فيها فئات عمرية وسيدات وناشئات وليست فقط رجال، ولو تأمن لتلك الفئات ربع ميزانية ما صُرف على الرجال لحققت إنجازات كثيرة.
يُذكر أن منتخبنا كان قد شارك في النسخة الأولى للناشئات دون 18 عاماً عام 2018 والتي أقيمت في الهند وتمكّن من تخطي الدور الأول بثلاثة انتصارات في المجموعة الثانية على كازاخستان (56-40) وهونغ كونغ (66-47) وعلى ساموا (44-37)، وفي الدور نصف النهائي خسر منتخبنا أمام كازاخستان (56-76) وفي المباراة الترتيبية على المركزين الثالث والرابع فاز منتخبنا على هونغ كونغ (75-68)، كما وصل منتخبنا بفئة تحت 16 سنة للمستوى (أ) لذلك يجب الاستمرار بتلك المنتخبات التي ستكون نواة للمستقبل.