“عُد بي إليَّ” لـ هناء يزبك.. قصائد في الحب والوطن
البعث- نزار جمول
ترسخ الشاعرة هناء يزبك نشأتها في كنف أسرة محبة ومشجّعة للعلم والثقافة في ترجمة موهبتها من خلال صقلها بالقراءة المستمرة لكبار الكتّاب والشعراء، لتكون اسماً بارزاً في الساحة الشعرية، وهي رسامة ماهرة وسعت لترسم لوحاتها بألوان الكلمات ولتجتمع في قصيدة، فكتبت الشعر بمختلف أنواعه، وجالت حريتها في فن الكلمات لتنعتق من أي قيود أو وزن أو قافية، ووجدت نفسها في هذا النوع الشعر الحرّ لكونه أفسح أمامها مجالاً واسعاً للكتابة عن كلّ ما يختزن فكرها من آهات ترجمتها شعرياً من دون أي قيد.
أصدرت يزبك حتى الآن ثلاث مجموعات هي “على شواطئ الشغف” و”امرأة من نار” و”عد بي إليَّ” الذي ستوقعه ي.اليوم الاثنين في المركز الثقافي العربي بحمص، وهذه المجموعة من القطع المتوسط وتقع في 123 صفحة تتضمن 41 قصيدة، تنوّعت مواضيعها وأغراضها بين الوجداني والوطني والغزلي، وتحاكي القصائد مشكلات عدة، كالطلاق وهجرة الشباب والاغتراب، والظروف الصعبة التي يعيشها المواطن السوري وسط الحرب وما بعدها والمصائب التي نتجت عن الزلزال المدمّر، بالإضافة إلى قصائد تغنّت بحب الوطن والشرق وعاداته وتقاليده وعن فلسطين الجريحة وبعضها تحدث عن الغزل والأحلام.
وأكدت يزبك في حديثها لـ”البعث” أن هذه المجموعة “عد بي إليَّ” هي حلم عودة الوطن إلى الجميع معافى من كلّ أوجاعه، والعودة إلى الزمن الجميل وعودة الأبناء للأمهات والعودة للنفس البشرية مما أصابها من الوجع والضياع، وعدت يزبك أن الحزن يصيبها من توجّه هذا الجيل من الشباب وعلى الأخص في السنوات الأخيرة لوسائل التواصل الاجتماعي وولعهم الكبير فيها، ما ترك آثاراً سلبية عليهم وعلى المجتمع وأدى إلى ابتعادهم عن الكتاب الورقي ومتعة معانقته والغوص في صفحاته، ونسوا أو تناسوا ملمس الورق وعبق رائحته، مبيّنة أن الجميع مسؤول لثني هذا الجيل وتوعيته من أجل إيجاد حلّ يعيده للطريق الصحيح ويعيد للكتاب الورقي هيبته ومكانته وألقه.
يُذكر أن الشاعرة هناء يزبك وفي حفل توقيع مجموعتها الشعرية ستوقع مجموعة شعرية للشاعر المغترب محمد حداد “حين تأتي القصيدة” نيابةً عنه.