ثقافةصحيفة البعث

اللغة العربية ومواجهة التحديات

طرطوس- محمد محمود

نقاش مثير وممتع ومعلومات مهمة أثارها الباحث يونس إبراهيم أمام مجموعة من كتاب وأدباء طرطوس في ندوة يوم الإثنين بمقر فرع الاتحاد، حيث ناقش الباحث واقع لغتنا العربية وما آلت إليه في ظل الظروف الحالية، طارحاً أهم العقبات التي تعترضها، وإمكانيات المواجهة.

وأكد إبراهيم أن اللغة فعل انتمائي وهي البؤرة التي تتركز فيها كل تجارب الحياة في مجتمع ما، وتجتمع فيه كل الملامح التي تخلق له تميزاً عن بقية المجتمعات، والتميز بالتأكيد يتوقف على الأدباء، فلا يمكن إطلاقاً الفصل بين اللغة والمجتمع فهي مثل الروح والجسد، داعياً إلى محاربة الدعاة الذين يحاولون تكريس اللغة العامية فهم جزء من مشروع التفتيت للعرب وإبعادهم من التعامل بلغتهم في علاقاتهم اليومية في عملية الإنتاج الإبداعي والثقافي، ويمكن أن نحكم على أولئك الذين يدعون لترويج العامية أنهم مرتبطين بالدوائر التي تخدم العدو، مؤكداً أن اللغة هي الضمير الواعي الذي يقف على تخوم القدماء، مروراً بالحاضر فكل أمة لها لغتها الخاصة التي تميزها وتساهم بتفوقها ونجاحها.

وختم إبراهيم: “المطلوب، اليوم، أن نكون على قدر التحديات الموجودة من ناحية استمرار التعامل باللغة الفصحى، ولاسيّما في المدارس ومن قبل المعلمين والمثقفين على مواقع التواصل الاجتماعي ودعم أي جهد يحيي لغتنا ويدعو إلى الحديث بلسانها”.

من جهته، أكد منذر عيسى رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في طرطوس أن اللغة العربية من أكثر اللغات السامية تحدثاً اليوم، وهي من أكثر لغات العالم انتشاراً حيث يتحدث فيها أكثر من 467 مليون نسمة، ويتوزع متحدثوها في الوطن العربي، وبعض الدول ولا سيّما التي تعتنق الإسلام، فالمعروف أن اللغة العربية لغة القرآن الكريم وهي أيضاً أكثر لغات العالم ثراء بمفرداتها حيث تم إحصاء ما يقارب 12,000,300,000 مفردة فيها في حين لا تتجاوز اللغة الإنجليزية 6000 مفردة، وتقل عن هذا في اللغة الفرنسية والروسية وغير ذلك من اللغات الرسمية المعتمدة، وعلى سبيل المثال تم إحصاء أكثر من 80 اسماً للأسد وهذا يدل على ثراء لغتنا التي اختصت باسم لغة الضاد وهذا الحرف الذي تتفرد فيه و يصعب نطقه بالنسبة لمن يتحدث بلغات أخرى.

وأضاف عيسى: “ولابد أيضاً من الحديث عن أهميه اللغة في منحنا الانتماء وبناء الهوية الخاصة التي نفخر فيها، لذا يجب أن نتصدى للتحديات التي تتعرض لها اللغة العربية وأبرزها العولمة، فالمشكلة الأساسية هي طغيان اللغة الإنكليزية ودخول العديد من المصطلحات في اللغة، لكن أيضاً يمكننا القول إن السوريين استطاعوا تأكيد القدرة الكبيرة للغة العربية على التأقلم مع كل العلوم ولاسيما في الطب والرياضيات وغيرها من خلال النجاحات التي حققها في تلك الميادين على الرغم من دراستهم لها بلغتهم الأم”.