انتخابات الأندية القادمة بين الإقبال والعزوف.. فمن المسؤول؟
ناصر النجار
تستعدّ الأندية للانتخابات في الأسبوع القادم للدورة الحادية عشرة من عمر منظمة الاتحاد الرياضي العام، وبدأ المرشحون يقدّمون أوراق اعتمادهم لدخول الانتخابات في العديد من الأندية، بينما لاحظنا إحجاماً عن الترشح، وخاصة في بعض الأندية الكبيرة التي تعول عليها الكرة السورية الآمال الكثيرة لكونها ركناً مهماً.
الزحمة في دخول الانتخابات يشهدها نادي الوحدة ونادي أهلي حلب بالدرجة الأولى، والمستغرب تقدّم بعض الأشخاص إلى الانتخابات وسبق لهم أن فشلوا في إدارة ناديهم بفترة سابقة إلى درجة أوصلوا النادي إلى أدنى الدرجات مع تراكم الديون والقضايا والملفات القضائية الشائكة.
أما الأندية التي لم يتقدّم أحد حتى الآن إلى انتخاباتها فهما ناديا تشرين وجبلة، إضافة لبعض الأندية التي لا تهتمّ بكرة القدم كنادي الثورة، وهناك منافسة محدودة في بعض الأندية الأخرى.
الملاحظ أن الأندية التي لديها استثمارات كبيرة كان المرشحون على إداراتها كثراً، أما الأندية التي لا تملك استثمارات فقد غاب أبناؤها عن الترشح لعدم قدرتهم على الإنفاق على النادي.
المتهمّ الأول في هذه الحال التي وصلت إليها العديد من أنديتنا هو الاحتراف الأعوج، فالاحتراف سار على هواه وأرهق الأندية بمصاريف هي بغنى عنها، والداعمون الذين دخلوا الدوري الممتاز بلا أذن ودون أدنى خبرة حوّلوا الدوري إلى سوق رفعوا بضاعته الكاسدة وباتت أسعار اللاعبين في ارتفاع جنوني غير مقبول ومعقول، وهذا ما أرهق ميزانيات الأندية، بل وأرهق الكثير من الداعمين الذين ابتعدوا عن الأندية كما يحدث اليوم مع فريق تشرين، حيث لم يتقدّم حتى الآن إلى انتخاباته أي شخص رغم المحاولات الجارية بدفع هؤلاء لدخول النادي وتشكيل الإدارة.
المفترض ألا تتحوّل أنديتنا إلى نادٍ غنيّ قادر على التصرف كيفما يشاء وحسب إمكانياته دون ضوابط ونظم، وإلى نادٍ فقير لا يملك قوت يومه، من هذا المنطلق يجب أن يحدّد اتحاد كرة القدم القوانين الناظمة في العملية الاحترافية وخصوصاً العقود وسقفها، وخيراً فعل المكتب التنفيذي بإلغاء الاحتراف الخارجي، ومن الضروري أن يحدّد اتحاد كرة القدم العدد المسموح به بالتعاقد سنوياً، وأن يتمّ التشجيع على دعم اللاعبين الشبان، وهذا أفضل من احتراف عشوائي يأكل الأخضر واليابس في أنديتنا وقد أوصلها إلى الهاوية.