تكاليف “الاحتراف” تجعل العزوف سمة انتخابات الأندية
أيام قليلة وتنطلق انتخابات الأندية الرياضية (الدورة الحادية عشرة)، لكن الأخبار التي تصل من المسؤولين الرياضيين غير مشجّعة، فحتى الآن لم يقم أحد بترشيح نفسه للانتخابات في الكثير من الأندية الكبيرة، وسبب عزوف تلك الكوادر عدم توفر السيولة المالية لممارسة النشاط للموسم المقبل، وأن استثمارات تلك الأندية لا تكفي لسدّ الرمق أو على الأقل للتعاقد مع لاعب (محلي) واحد، حتى من يملك المال من أعضاء الإدارات بات يفكّر بالانسحاب من تلك الانتخابات في ظلّ وجود نظام احترافي “أثبت فشله”، والأمثلة على ذلك كثيرة!
في الوقت الذي نجد أن بعض أعضاء إدارات أحد الأندية الكبيرة ورغم صدور قرارات إدانة بحقه لعدم قدرته خلال توليه منصبه، نراه مصرّاً على الترشح لرئاسة النادي غير آبهٍ بالقرارات الصادرة بحقه.
ورغم ذلك يأمل كافة الرياضيين أن تأخذ الانتخابات المقبلة منحى مختلفاً عما جرى في انتخابات الدورة الماضية التي شهدت تكتلات ومفاوضات سرية وعلنية ووساطات وتحالف هذا مع هذا، ومحاولات تجري في الكواليس لإبعاد أناس وتقريب آخرين، كما حفلت الانتخابات بالكثير من التناقضات والأخطاء، وفاز أغلبها “بالتزكية”، والبعض رُسمت عليه أكثر من إشارة استفهام على صعيد “تاريخه” الرياضي.
ما يتمنّاه الرياضيون أن تكون الانتخابات المقبلة بعيدة كلّ البعد عن الشخصنة، لا أن تكون عبر تكتلات ومفاوضات سرية وعلنية وتحالف هذا مع ذاك ومحاولات تجري في الكواليس لإبعاد ناس وتقريب آخرين بعيدين عن جو الرياضة، ويأملون أيضاً أن تكون هناك أسماء جديدة شابة قادرة على التطوير في رياضتنا بشكل عام، خاصة وأن هناك من يستبشر خيراً بهذه الانتخابات باختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، وحينها يمكن أن نطمئن على مستقبل رياضتنا بأنها بأيدٍ أمينة.
أخيراً لا بدّ من القول إن أنديتنا الرياضية مقبلة على تحديد مستقبلها عبر انتخابات الإدارات الجديدة والتي بموجبها سيتضح الأفق والعمل المستقبلي، فتطور الرياضة يبدأ من الأندية، والأماني أن تكون الانتخابات المقبلة نزيهة وشريفة وأن يترك الحكم لصناديق الاقتراع بتحديد من ترغب به الجماهير الرياضية ليستلم زمام الأمور بكل شجاعة ومسؤولية وروح عالية وليتحمّل بعدها الجميع مسؤولية العمل.