الصفحة الاخيرةحديث الصباحصحيفة البعث

نقابة المعلّمين.. مرة ومرّة!!

 عبد الكريم النّاعم

ـ يبدو أنّ شكاوانا ستتكرّر فيما يتعلّق بنقابة المعلّمين، نقابتنا التي تكاد تتخلّى عن منتسبيها، فخدماتها تتراجع عاما بعد عام، بل شهراً بعد آخر، خلافاً لما يُفترَض في الروح النّقابيّة، فالنّقابة المركزيّة ليست وزارة، ولا مديرية عامة، بل هي مُنتخَبة من فروع نقابة المعلّمين في سوريّة، يُنتخبون ليكونوا لساناً مترجِماً لرعاية شؤون منتخبيهم، ويسعون إلى تحسين واقع خدماتهم، ولا سيّما المُتقاعدين… والمتقاعدون في  الغالب تجاوزوا عمر الستين من حياتهم، وفيهم من تجاوز الثمانين، والنّقابة تعتمد بالدرجة الأولى في تمويلها على اشتراك منتسبيها، والجميع يعلمون حجم الإرهاق المادي والنفسي الذي تعيشه غالبية شرائحنا الاجتماعيّة بعد عشريّة الخراب، وهذا يقتضي أن تكون العناية بالمعلّمين أوسع وأعمق، لا أن تتراجع لدرجة الغياب، وتعلمون أنّ المعلّمين هم الجهة الوحيدة بين الموظّفين الذين لا يدخل جيوبهم قرش واحد عدا رواتبهم، ومن المسلّم به أنّ المعلّم الذي يدخل الصفّ وهو حامل هموم الغذاء، والدواء، وتأمين حاجات أولاده سيكون عاجزاً عن تأدية واجبه التعليمي والتربوي، وهذا سينعكس سلباً على التلاميذ والطلاّب تعليماً وتربية، ومَن يُتابع العمليّة التعليميّة التربويّة يجد حجم الانهيار الذي تعانيه أجيال يُفترَض أن تكون أداة بناء في المستقبل، فإلى أين يُسار بنا؟!!. أشير إلى أنّ القرارات التي نشكو منها مركزيّة.

– كانت الوصفات الطبيّة الدائمة تُعطى سابقاً مدّة سنة، ولا ندري لماذا جعلوها كلّ ستة أشهر!! وفي كلّ مرّة على المريض أن يأتي بوصفة من طبيبه المُعتَمَد من قِبل النقابة، وأيّ مراجعة لأيّ طبيبتعني أن يدفع المعلّم ما بين ثلاثين وخمسين ألفاً.

“إي إيش عليه”، الراتب الذي نأخذه يفيض منه كلّ شهر ما لا نستطيع عدّه!!

بربكم هل هذا حلّ؟!!

قالوا في التسويغ إنّ بعض المعلّمين يأخذون الوصفة وهم ليسوا بحاجة لها، ويبيعونها في الصيدليات الأخرى.. لن أنفي أن يكون بين المعلّمين مَن يفعل ذلك لسبب أو آخر، لكنْ، كم هي نسبة هؤلاء بين المرضى الحقيقيّين؟ إنّهم لا يشكّلون أكثر من واحد بالمئة، أَفمِن أجل هذه النسبة الضئيلة (يُعاقب) تسعة وتسعون بالمئة؟!!

إنّ المعلّم الذي يأخذ الدواء ليبيعه سيذهب مرّة أخرى إلى الطبيب الذي أعطاه الوصفة، فيكتب له وصفة جديدة، فلا يتحقّق المُراد النّقابيّ.

ذّكر في التسويغ أيضاً أنّ بعض المعلّمين يتوفّون، ويصرف وارثوهم ما لديهم من وصفات، وهذه حجة ضعيفة، فالذي يُتوَفى تُعلم به النقابة، لتقديم معونة الوفاة، وتصفية حقوقه في النقابة، وهذا لا يكلّف الموظّف المختصّ فيها غير أن يُعلم الصيدليات بوفاة فلان فلا تُصرَف وصفاته الباقية.

ألا يمكن أن يكون لدى كلّ فرع من فروع النقابة قاعدة بيانات بالمرضى الدّائمين؟!!

أنا على سبيل لمثال أتناول أدويتي منذ أربعة وأربعين عاماً، فهل يُعقَل أن أتحمّل وزر ذلك الواحد بالمئة؟!! ومثلي أمثال ممّن لم يعودوا قادرين على الذهاب إلى مقرّ النقابة الطبي، لأسباب صحيّة، فماذا نفعل؟!!.

– الآن تصرف النقابة لكلّ مريض في صيدلياتها ثلاثين ألف ليرة سوريّة!! تُرى بعد رفع أسعار الأدوية الفاحش كم دواء ستشتري هذه الثلاثون؟!! إنّها في أحسن الأحوال تكون ثمن دوائين، وربّما دواء واحد، فما يفعل مَن كان في وصفته ثمانية أدوية يوميّة دائمة؟!!

هل نذهب إلى أبواب المساجد والجمعيات لنتسوّل بعد خدماتنا وبعد ما أعطيناه؟!!

نقباءَنا الأعزاء إنّكم تُذلّون زملاءكم، وقد انتُخبتم على أمل أن تكونوا عوناً لهم، زملاء، لا رؤساء، وثمّة فرق كبير بين الزميل والمدير، وواقع الحال يقتضي أن تكون ثمّة مبادرات ترفع هذه الأعباء، فهل تفعلون؟!!…

aaalnaem@gmail.com