دراساتصحيفة البعث

335 ثقباً في سيارة الطفلة هند رجب

وفقاً لتحليل صدر مؤخراً، أطلقت دبابة أو دبابات إسرائيلية، الرصاص على السيارة التي كان تقلّ عائلة رجب، ما أدّى إلى استشهاد الطفلة الفلسطينية هند رجب البالغة من العمر خمس سنوات، مع ستة من أقاربها أثناء محاولتهم التوجّه إلى مكان آمن بعد أن شعروا باقتراب الخطر من المنطقة التي نزحوا إليها في كانون الثاني.

ويضيف التحليل المزيد من الأدلة على دور قوات الاحتلال الإسرائيلية في القتل العشوائي والجرائم بحق المدنيين، وخاصة الأطفال، الأمر الذي حفّز الاحتجاجات المناهضة للعدوان في جميع أنحاء العالم في وقت سابق من هذا العام.

وجد الفريق الذي قام بالتحليل وأكملته وكالة الأبحاث البريطانية “فورنسسيك أركتكتشر” بالتعاون مع منظمة إيرشوت غير الحكومية، أن الدبابة كانت متمركزة على مسافة تتراوح بين 13 و23 متراً من سيارة العائلة عندما أطلقت الرصاص الذي أدّى إلى استشهاد ليان حمادة، ابنة خال هند رجب البالغة من العمر 15 عاماً، مؤكدين أنه “من غير المعقول ألا يتمكّن مطلق النار من رؤية السيارة، التي يستقلها مدنيون، بما في ذلك الأطفال”، كما عثر المحققون على 335 ثقباً ناجماً عن الرصاص الذي أُطلق باتجاه السيارة.

وخلص التحليل إلى أن الرصاص الذي أطلقته الدبابة الإسرائيلية تسبّب باستشهاد اثنين من المسعفين التابعين لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وصلوا إلى مكان الجريمة، وبذلك يدحض التحليل الجديد ادّعاء “إسرائيل” بأن قواتها لم تكن مسؤولة عن عمليات القتل المتعمّد للمدنيين، الأمر الذي أثار غضباً دولياً.

حاول سبعة من أفراد الأسرة، بمن فيهم الطفلة رجب في 29 كانون الثاني، الفرار من مدينة غزة بالسيارة، وظلت رجب -التي كانت محاطة بأقاربها الذين استشهدوا أمام أعينها في إطلاق النار عليهم- على قيد الحياة مدة ثلاث ساعات، وتحدّثت عبر الهاتف مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني متوسّلة إنقاذها.

وكانت ليان حمادة، تستغيث عبر الهاتف بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عندما أُطلق النار عليها، حيث انتشر على نطاق واسع تسجيل صوتي للحظاتها الأخيرة، تتحدث فيه عن وجود دبابة بجوار السيارة تطلق النار عليهم. وتم العثور على جثث أفراد الأسرة السبعة واثنين من المسعفين، الذين هوجمت سيارتهم في مكان قريب، بعد 12 يوماً، في 10 شباط.

يتوافق التحليل الجديد بشكل عام مع نتائج التحقيق المعمّق الذي أجرته صحيفة واشنطن بوست حول استشهاد العائلة في نيسان، ما يضيف تفاصيل جديدة ويؤكد مسؤولية قوات الاحتلال الإسرائيلية.

في أواخر شهر نيسان، قام الطلاب المتظاهرون في جامعة كولومبيا بتكريم رجب من خلال تسمية مبنى أكاديمي باسم “قاعة هند”، وخلص التحقيق في استشهاد الطفلة الفلسطينية البالغة من العمر خمس سنوات إلى أنه “من غير المعقول أن مطلق النار لم يكن يرى أن السيارة كان يستقلها مدنيون، بينهم أطفال”.

سمر سامي السمارة