بمشاركة 36 عازفاً.. مهرجان آلة البزق مستمر في مسرح القباني
أمينة عباس
كعادته في كلّ دورة من دوراته يحرص مهرجان آلة البزق والذي بدأتْ فعاليات دورته الـ 13، مساء الأحد الماضي، في مسرح القباني بدمشق وتختتم يوم الأربعاء على تقديم كل ما هو جديد على صعيد المقطوعات الموسيقية التي يقدّمها 36 عازفاً مع آلات مرافقة، منهم 20 عازفاً أتوا من خارج دمشق.
يقول مدير المهرجان والمشرف عليه الأستاذ إدريس مراد: “كالعادة يوجد جيلان من العازفين هذا العام، جيل الشباب الذي يقدّم شيئاً معاصراً جداً له علاقة بالموسيقا والألحان الحديثة، وجيل قديم يقدّم كل ما له علاقة بالتراث، وهاجسنا في كل دورة تقديم وجوه جديدة من العازفين الكثيرين في سورية، ودعونا العازف المخضرم محمد حاجب ولو ذا السبعين عاماً والذي يعزف منذ ما لا يقلّ عن ٥٠ عاماً ويُعدّ من أهم العازفين في مدينة عفرين ويشارك في المهرجان أول مرة”.
وحول آلات المهرجان يوضّح مراد: “الطنبورة هي الآلة الأم وتُعدّ والبزق وباغلمة من عائلة واحدة، وبالنسبة لآلة البزق في سورية فلها مدرستان، مدرسة الفنان محمد عبد الكريم ويمثلها في المهرجان الأستاذ بحري التركماني ومدرسة الفنان سعيد يوسف ويمثلها غالبية عازفي مدينة القامشلي، أما آلة الطنبورة التي يتراوح عمرها ما بين ٣ إلى ٤ آلاف عام فلها مدارسها التي وإن تغيّرت بقيت محافظة على شكلها منذ ألف سنة، ويمثلها في المهرجان أكرم نازي وهو من مدرسة من يعزفون عليها الألحان القديمة عن طريق الأصابع من دون استعمال الريشة، إلى جانب وجود أكثر من ثلاثة عازفين يستعملون هذا النوع من العزف، وهناك الأسلوب الجديد في العزف المتأثر بأكثر من مدرسة، ومنهم من يعزف على هذه الآلة بروح سورية بحتة أو المزج بين الثقافات السورية حصراً باعتبار أن هذه الآلة تُستعمل في الموسيقا الكردية والسريانية والأرمنية والآشورية وأحياناً في الثقافة العربية، وكلّ هذه الأساليب موجودة في المهرجان من خلال الشباب والمخضرمين”.
وكمُدرّس لآلة البزق في جامعة البعث- كلية التربية الموسيقية بالإضافة إلى التراث شارك في اليوم الأول من المهرجان العازف غاندي حنا من مدينة حمص بتقديم النمط الأكاديمي والعلمي لإيمانه بأن الفنّ والعلم توأمان لا يصحّ الأول من دون الآخر، والعكس بالعكس: “من الضروري اليوم أن يكون العازف مثقفاً موسيقياً وأكاديمياً قادراً على عزف وأداء القوالب الموسيقية كالسماعي واللونغا والمدخل” فقدّم مقطوعة بولكا كيرلس من تأليفه وهي رقصة جاءت من أوربا الوسطى، ويوضح حنا: “البولكا مقطوعة تتميّز بإيقاعها النشيط والمرح والسريع، وتُظهر الجانب الثقافي والفني والعلمي والتكنيكي للعازف”، كما عزف حنا موسيقا سريانية لألحان عمرها ألف وسبعمائة عام ومقطوعة ثالثة من تأليفه اسمها “روح” مضيفاً: “سورية بلد الثقافة والفن، وأول نوتة موسيقية اكتُشِفت في أوغاريت، بالإضافة إلى اكتشاف العديد من الآلات الموسيقية القديمة فيها”.
وعن أهمية وجود مهرجان خاص لآلة البزق يحدثنا حنا قائلاً: “للمهرجان أهمية كبيرة جداً، والهدف الأساس له إحياء آلة البزق التي تكاد تندثر، إلى جانب أنه فرصة للتعرف على عازفين جدد من مختلف المناطق السورية، وأتمنّى أن يكون لكل آلة موسيقية مهرجان خاص فيها بهدف الاهتمام بالموسيقا بشكل عام والتعرف على الآلات الموسيقية بشكل خاص والمشاركة في مهرجان البزق ضرورية لكل عازف بزق يسعى لتطوير نفسه فهو يتيح المجال للتعرف على عازفين جدد وأساليب عزف مختلفة وطرح أفكار جديدة تساهم في تطوير كل عازف بشكل خاص وتطوير المهرجان بشكل عام، وأنا كعازف بزق ومدرس للآلة سعيد بمشاركتي فيه للمرة السابعة”.
وللتعرف على آلة البزق يقول حنا: “هي آلة وترية تشبه آلة العود، لكنها تتميّز بطول الزند وصندوق مصوت أصغر، وهي آلة شعبية كانت سابقاً بوترين، ثم أضاف أمير البزق محمد عبد الكريم الوتر الثالث فيها وزيادة عدد الدساتين ومفردها دستان وهي الحسبة الصوتية الموجودة على زند الآلة، ما ساهم في تطويرها من آلة شعبية إلى آلة تُدَرّس في كليات ومعاهد الموسيقا بطريقة أكاديمية، وقد أصبح من السهل العزف عليها القوالب الموسيقية كقالب السماعي واللونغة مثلاً، مع الإشارة إلى أن آلة البزق العربي تختلف عن الباغلمة والساز التركي بالشكل وطابع الصوت ودوزان الأوتار”.
يُذكر أن مهرجان البزق تنظمه وزارة الثقافة- مديرية المسارح والموسيقا.