ثقافةصحيفة البعث

“عد بي إلي” و”حين تأتي القصيدة”.. حفل توقيع وقراءات نقدية

حمص ـ عبد الحكيم مرزوق

استضاف المركز الثقافي في حمص، قاعة الدكتور سامي الدروبي، حفل توقيع المجموعة الشعرية “عد بي إلي” للشاعرة هناء يزبك، وذلك بحضور جمهور من الأدباء والمهتمين.

وركّز الدكتور نزار عبشي عميد كلية الآداب في قراءته النقدية على العتبات النصية للعناوين، بدءاً من عنوان المجموعة الذي وجده لافتاً “عد بي إلي” الذي فيه انزياح لغوي مجازي قائم على خرق المألوف، وأضاف أن الشاعرة كما يظن تعمدت ذلك كي تشد القارئ منذ اللحظة الأولى لتحدث فجوةً ودهشةً لغوية تسمى في النثر الأدبي خرق المألوف، ما يثير القارئ ويدهشه ويدفعه إلى الغوص بحثاً عن إجابة في أضاميم القصائد، وتساءل: “هل تطلب الشاعرة العودة إلى الذات التائهة، والهائمة، والعاشقة؟ أم تقصد العودة إلى الوطن؟ وهل سلبها العاشق نفسها وذاتها وتطلب منه إعادة ذاتها إلى ذاتها بعد أن تماهت معه وتماهى معها؟ وهل تقصد بذلك العاشق الوطن؟، ويجيب د. عبشي بالقول إن الشاعرة قصدت العودة إلى الوطن والأهل والعاشق وإلى كل شيء جميل.

وأوضح د. عبشي أن الشاعرة مولعة باختيار العتبات النصية أو العنوانات المميزة لقصائد المجموعة الشعرية فهي تختارها بعناية فائقة قائمة على الانزياحات اللغوية وتحدث عن عنوان قصيدة “مطر من الحسرات” الذي يحمل دهشة تشكل تضارباً أو تعاضداً في البحث عما أرادت أن تقوله الشاعرة عبر قصيدتها، إذ يولّد العنوان فجوة عميقة تهز استقرار العنوان في دلالة المطر التي تحمل بساطةً في تركيبته  تحمل وراءها فضاءً دلالياً واسعاً، وتنجح الشاعرة في تصوير التغيير الذي اعتراها نتيجة ظرف إنساني صعب ينبغي البحث عنه وهو رحيل الشاعر رفعت ديب، الذي دفعها إلى عنونة قصيدة رثائه بهذا العنوان.

بدوره، قدّم الدكتور عصام الكوسى رئيس فرع حمص لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين قراءة نقدية في المجموعة قال فيها: “هناء يزبك شاعرة مجتهدة، استطاعت خلال سنيها السابقة تطوير تجربتها الشعرية فمن يطالع مجموعتيها الشعريتين “امرأة من نار” الصادرة عام 2016، و”على شواطئ الشغف” الصادرة عام 2019 ويطالع المجموعة الجديدة يجد نقلة مهمة في صوغ الكلمة ورسم الصور المبدعة، فقد امتلكت أسرار الشعر وكنهه، ورسخت قدميها في دروب الإبداع ناشرة ياسمين أنوثتها عبر صور فريدة وكلمات عفوية رقيقة”، مضيفاً: “تمور المجموعة بالعذوبة ودفق الحياة والحب والجمال بكل صدق، وكُّل قصيدة فيه تحرك في دواخلنا فيضاً من المشاعر الإنسانية التي تتداخل في المعاني مكونةً حالة وجد وتوق وصور عاطفية بالغة الصدق، على الرغم من الانزياحات الكثيرة التي تغوص في الذات الإنسانية والمحملة بالصراعات والآهات”.

وأشار د. الكوسى إلى أن شعرها قصائد مشحونة بالعواطف والانفعالات تعرش في دواخلنا بلا استئذان فهي في شعر الغزل تمتطي اللهفة لتحلق في سماء قلوبنا، وفي الشعر الإنساني نراها تمتلك أرتالاً من وجدانيات راقية هي صدى لروحها المتوثبة للحياة، فهي تتفاعل من خلال قصائدها مع القارئ على أساس وعيه ومعرفته، وعليه فقد استطاعت هناء أن تعطي للقصيدة خصوصيتها، لتغدو كماناً استبدلت حروفها بأوتاره، فعزفت مقاطع موسيقية تحمل المتلقي إلى عالم سماوي لا حدود له.

وقرأ الشاعر إبراهيم مطالعة نقدية بالنيابة عن الدكتورة ميساء إبراهيم عن مجموعة الشاعر محمد حسين حداد بعنوان “حين تأتي القصيدة” بسبب سفرها، جاء فيها: “عند قراءة المجموعة نلاحظ ملامح رومانسية على القصائد، وكان للغزل الشفيف والتشبيه بالحبيبة الحصة الأكبر من صفحات المجموعة، وفي شعر المجموعة يصل الشاعر بين الشعر والحياة، وحين يسمو الشعر لا يبقى مجرد مساحات لتطلعات إنسانية، وإنما سبيلاً مضيئاً إلى جوهر الحب حيث يحلق الحداد بأجنحة البساطة على أغصان قصائده المتمردة التي تتميز بالبيان الساحر والشاعرية العذبة، وأضاف أنه عندما سيقرأ علماء اللغة والبيان هذه المجموعة سيجدون الكثير من الشعر المميّز الذي لا يخفي نفسه مع الصنعة الشعرية البديعة التي صيغت بلغة غنية بالمفردات، بالإضافة إلى السرد النثري والخيال الآسر، و قدرة الشاعر على ترويض الأفعال والأسماء وكأنه يخلق أبجدية جديدة ونمطاً جديداً في كل قصيدة جديدة.