تجزئة قيمة المحصول تؤرق الفلاح في موسم القمح.. والمصرف الزراعي يعد بتعديل مبلغ الدفعة الأولى
دمشق – محمد العمر
تستكمل المؤسّسة السورية للحبوب عبر فروعها ومراكزها في المحافظات عمليات استجرار محصول القمح من المزارعين، والتي تمّت خلال الفترة الماضية بوتيرة عالية من خلال تأمين جميع المستلزمات المعدّة للحصاد، مع رفع القوائم بأسماء الفلاحين مباشرة من المراكز إلى المصرف الزراعي التعاوني، لتسليم القيم المالية لمحصولهم، إلا أن المشكلة تكمن في أن الفلاح لا يستلم مستحقاته كاملة بل يتمّ تجزئة المبلغ فوق 50 مليون ليرة سورية، على الرغم من أن التوصيات في مؤتمر الحبوب السنوي كانت واضحة بضرورة استلام كامل محصول القمح من الفلاحين مقابل دفع كامل مستحقاتهم المالية وعدم التأخر عليهم.
تحديات
مدير مكتب التسويق في الاتحاد العام للفلاحين، أحمد هلال، أكد أن أهم التحديات التي تواجه الفلاح اليوم في تسويق محصول القمح هي تجزئة المبلغ للفلاح في قيمة المحصول، فالعام الماضي كانت الدفعة الأولى 50 مليون ليرة، وكان سعر طن القمح حينها مليونين و800 ألف ليرة، إلا أن سعر القمح اليوم زاد ضعفين بسعر 5500 للكيلو الواحد، وبقيت السلفة 50 مليوناً رغم تضخم المبلغ، مشيراً إلى أن ما يتمناه الفلاح من إدارة المصرف الزراعي تعديل التعليمات وتسليم أكثر من مئة مليون للدفعة الأولى.
وأشار هلال إلى معاناة ابن الريف وأبناء القرى من أخذ مستحقاتهم من المصرف بعد مرحلة مضنية من العناء والتعب، خاصة وأن تسليم 50 مليون ليرة يكلفه عدة أيام في نقل أمواله وغيرها من إشكاليات النقل والتأمين والحركة، لذا كان مطلبنا الأساسي في مؤتمر الحبوب، حسب قوله، هو رفع تسديد كامل القيمة المالية، وإذا تعذّر ذلك فعلى الأقل رفع المبلغ لمئة مليون بالدفعة الأولى مع الاستمرار بالدفعات الأسبوعية، كما وردت التعليمات الأخيرة بوزارة الإدارة المحلية ومصرف سورية المركزي، لأن الفلاح اليوم بحالة التجهيز والتحضير للموسم التكثيفي وعدم وجود السيولة المالية له سينعكس على تنفيذ خطة الموسم التكثيفي القادمة، رغم الوعود بتحويل المبلغ من 50 مليوناً إلى أكثر من مئة مليون ليرة سورية.
اعتبارات
بدوره مدير عام المصرف الزراعي التعاوني أحمد الزهري أكد أن المصرف الزراعي لا يزال مستمراً بتسليم المزارعين في المحافظات قيم المحصول وفق قوائم اسمية ترد إلى الفروع من قبل مراكز السورية للحبوب، حيث إنه يتمّ صرف كامل القيمة دفعة واحدة وخلال 48 ساعة، مع السماح بنقل كامل القيمة من قبل الفلاحين بين المحافظات مهما بلغت قيمتها. ولفت إلى أنه تمّ التوجيه إلى جميع الفروع لتسليم كامل قيمة الأقماح دفعة واحدة، على أن يراعى بذلك توفر السيولة اللازمة وصرف مستحقات الفلاحين وفق تسلسل صورة قوائم الشراء دون أي محاباة، وذلك على مسؤولية مديري وطلب المصرف الزراعي من مديري مراكز المحافظات المسؤولين عن توزيع المبالغ المخصّصة لهم يومياً من مصرف سورية المركزي، ومراعاة توزيع الأموال على الفروع الصارفة بشكل يتناسب مع كتلة المبالغ المتوقع صرفها بكل فرع، بحيث يتمّ توزيع الأموال على فروع المصرف بشكل يومي ونسبي يتوافق مع الكتلة المتبقية لدى المصرف بحيث تنتهي كافة الفروع في وقت واحد.
وأوضح الزهري أن هناك اعتبارات لمصرف سورية المركزي من حيث موضوع السياسة النقدية، حيث إن المصرف الزراعي يتلقى التعليمات من مصرف سورية المركزي، وذلك أن كلّ فلاح فاتورته 50 مليون ليرة فما دون تُصرف له دفعة واحدة، وما زاد عن ذلك 50 مليوناً نعطيه 50 مليون ليرة وباقي المبلغ يوضع بالحساب الجاري للفلاح، ويتمّ سحب يومي بمعدل 25 مليون ليرة، يعني بمعدل يكون السحب اليومي المسموح به من قبل مصرف سورية المركزي على مدى خمسة أيام بالأسبوع بمقدار 125 مليون ليرة، لافتاً إلى وجود مشاورات ومناقشات لتعديل المبلغ المستحق بالدفعة الأولى، وفي حال الوصول إلى نتيجة من قبل مصرف سورية المركزي يتمّ فوراً إبلاغ فروع المصرف في المحافظات بالتعديل المطلوب.