أخبارصحيفة البعث

من دمشق… اجتماع منظمة الهلال والصليب الأحمر “آركو” يناقش الأوضاع الإنسانية في الدول العربية

دمشق-سانا

انطلقت اليوم أعمال الدورة الـ 48 لاجتماع الهيئة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر “آركو”، والتي يستضيفها الهلال الأحمر العربي السوري في فندق الداما روز بدمشق.

ويناقش الاجتماع على مدى يومين أعمال وأداء وقرارات المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، والأوضاع الإنسانية في الدول العربية التي تعرضت للكوارث، وخاصة في فلسطين والسودان، وذلك بمشاركة رؤساء وممثلين عن الهيئات والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في الدول العربية.

وعقد أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر “آركو”، صالح بن حمد التويجري مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري المهندس خالد حبوباتي، أكد خلاله التويجري أن سورية مرت بظروف صعبة منذ عام 2011 وهي تتعافى، ولكن ما يزال هناك بعض المعاناة الإنسانية التي يعمل الجميع في المنظمة كفريق واحد على رفعها.

وعبر التويجري عن شعوره بالفخر والسعادة بحضور أعضاء المنظمة والصليب الأحمر وعبر الاتصال المرئي في دمشق لمناقشة القضايا الإنسانية في الدول العربية، ولا سيما أن العديد منها مرت بظروف صعبة خلال السنوات الماضية، وتمر الآن بظروف صعبة في غزة والسودان وفي أكثر من بلد عربي.

ونوه التويجري بـ “العمل الجبار” الذي قام به الهلال الأحمر العربي السوري في ظروف صعبة، وبالمهارة التي أظهرها في تقديم المساعدات للجميع في كل المناطق، وقال: “جئنا إلى سورية بضيافة الهلال الأحمر لنوضح للجميع أننا فريق واحد، وأن العمل العربي المشترك لا يزال بخير”، مؤكداً تعاضد المنظمة مع الهلال الأحمر، والسعي إلى تقديم المساعدات لرفع المعاناة عن الشعب السوري، ومشدداً على أن المنظمة العربية إنسانية لا تخضع لسياسة ولا تسييس.

وفيما يخص الأوضاع في الدول العربية الأخرى ولا سيما في فلسطين، بين التويجري أن المنظمة عملت منذ السابع من تشرين الأول الماضي على إيصال المساعدات، وإطلاق النداءات المتتالية، وتمت تغطية الجزء الأكبر من هذه النداءات من الجمعيات المانحة من أعضاء المنظمة وخارجها، وعلى رأسها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي يغطي الجزء الأكبر من النداءات، إضافة إلى حشد الجهود لكون المنظمة عضواً في اللجنة العليا للعمل العربي المشترك تحت مظلة جامعة الدول العربية.

ولفت التويجري إلى التحديات التي تواجه المنظمة في إيصال المساعدات للفلسطينيين والعمل على تذليل الصعوبات وإيجاد الحلول لإيصالها، وخاصة أن إعاقتها تعتبر انتهاكات صارخة وصريحة للقوانين الدولية، مناشداً الجميع مراعاة تطبيق القانون الدولي الإنساني من خلال عدم استهداف المدنيين والمنشآت المدنية على الإطلاق في الحروب والصراعات المسلحة، وتقديم الرعاية للمحتاجين، وعدم منع وصول المساعدات، وفتح المجال لهيئات ومنظمات الإغاثة للوصول اليهم.

بدوره أعرب حبوباتي عن شكره لكل من قدم الدعم للهلال الأحمر العربي السوري، ووقف إلى جانب سورية في أزماتها، ومد يد العون للمتضررين، لافتاً إلى أن الأزمات تتنقل في جميع أنحاء الوطن العربي، ونحن في سورية رغم قلة المساعدات مصرون على بذل كل الجهود لتأمينها، ونطلب المساعدة من إخواننا العرب لأننا يد واحدة.

وفي تصريح للصحفيين، أكد رئيس منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني يونس الخطيب أن ما يجري في فلسطين بشكل عام وغزة خاصة عار على المجتمع الدولي، لافتاً إلى الوضع الإنساني المزري بعد مرور تسعة أشهر، حيث ما زال الشعب الفلسطيني يرزح تحت الحصار، إضافة إلى أن مؤسسات الأمم المتحدة مهددة الآن بوقف العمل الإنساني في غزة بسبب التهديدات للعاملين في المجال الإنساني ولقوافل المساعدات التي تدخل غزة، والإعاقات لمعظم هذه القوافل.

وأشار يونس إلى أن الطواقم الطبية والمدنيين يتم استهدافهم، والمستشفيات يتم إغلاقها أو تدميرها أو حرقها، كما جرى مع مستشفيات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومعظم المراكز الطبية، وأنه بفضل الدعم البسيط الذي يدخل إلى فلسطين من بعض الشركاء والمؤسسات والدول تم تقديم اليسير من الرعاية الطبية للمرضى والجرحى.

ورافق الاجتماع معرض بعنوان “إنسانية فنان”، يضم لوحات تعكس المعاناة الإنسانية جراء الحروب والأزمات في الدول العربية، وتوثّق أثر العمل الإنساني، وبطولات المتطوعين.

وفي تصريح، بين سليمان عبد الله السحيباني المشرف على المعرض أن فكرة “إنسانية فنان” تتحدث عن بعض ما يجري في الدول من حروب وتشرد وفقر وجوع وغيرها من كوارث طبيعية، لافتاً إلى أن الفنان التشكيلي يستطيع من خلال لوحته أن يعبر بأحاسيسه ومشاعره، وينقل صورة واقعية يعجز أحياناً الكاتب عن تدوينها في صفحات.

ويضم المعرض وفق السحيباني أكثر من خمسين لوحة، واللوحة الأساسية والأهم هي عن فلسطين كرسالة من الفنانين التشكيليين ليكون لهم دور من خلال هذه المشاركات مع الهلال الأحمر وكذلك المنظمة العربية للصليب الأحمر.

يذكر أن المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر “آركو” منظمة إقليمية، تأسست عام 1975 ومقر أمانتها العامة في العاصمة السعودية الرياض، وتتشكل من الهيئات والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في 21 دولة عربية.