“نزهة العيون” لشهاب الكعبي في النادي الثقافي العربي
الشارقة- غالية خوجة
يستضيف النادي الثقافي العربي بالشارقة العديد من الفعاليات أبطالها كتّاب وإعلاميون وباحثون وفنانون تشكيليون وموسيقيون، مشكّلاً حيّزاً للطاقات المتنوعة، وتبادل الخبرات، وإضاءات من المشاركين والمتداخلين في الجلسات والأمسيات والندوات والحوارات والمعارض.
وضمن برنامج النادي الصيفي المؤلّف من سبع أمسيات ثقافية وخمسة معارض فنية، أتى معرض “نزهة العيون” للأديب الخطاط العراقي شهاب الكعبي، عاكساً مهارته في كتابة الخطوط العربية ومنها الثلث والنسخ والديواني والكوفي والوسام والفارسي والرقعة والديواني والحر.
اتسمت اللوحات بدقة تعاملها مع قواعد الخط، وهذا ما أكده الكعبي في الجلسة الحوارية التي تبعت افتتاح المعرض، ملفتاً إلى ضرورة التزامه بكتابة الألف، مثلاً، بسبع نقاط.
أمّا عن التشكيلية الفنية بالخط، وكيفية إبداعها، وهذا ما نلمسه في أعمال الكثير من التشكيليين الإماراتيين، ومنهم الفنان عبد القادر الريس، فأجاب: “لكلّ أسلوبه، وأنا فنان خطاط، أعبّر عن روحانية الحرف والكلمة كما أشعر بها، وهذا الإحساس أكتب به الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة والأبيات الشعرية”.
وحول البُعد الفني، يبيّن أنه يضيف بعض العناصر والألوان لبعض اللوحات ومنها الأحمر، لتكون هناك علاقة دلالية بين الكلمات والإنسان والعالم، لكن، ماذا عن التناظر الذي لم يكن مقبولاً لدى البعض خصوصاً مع لفظ الجلالة المرسوم بالمقلوب؟ يجيب عن سؤالي بالقول إنه مألوف في فن الخط، بينما رأى بعض الحضور أن التناغم التناظري مقبول، وبعضهم الآخر أيّد رأيي، ومنهم الخطاط خليفة الشيمي مسؤول المعارض والفعاليات الفنية في النادي، والذي قال عن تنظيم معرض الفنان شهاب الكعبي بأنه يأتي في إطار نهج النادي القائم على تشجيع الفنانين، وإفساح المجال لهم، لكي يقدموا ما لديهم للجمهور، ودعم أصالة العمل الفني، خصوصاً في مجال الخط العربي، الذي هو فن التشكيل العربي الأول.
ويلاحظ المتلقي للوحات المعرض السبعين، كيف يتماوج الخط بتقليدية حيناً، وكلاسيكية حيناً آخر، بالإضافة إلى بعض اللوحات البانورامية المتشكّلة من لوحات صغيرة عدة تحكي عن تداعيات الإنسان مع الحياة، ولوحات أخرى تمتّعت بتشكيلات فنية توحي بأنها سفينة في الفراغ، أو أشجار تبحث عن ظلالها، أو طبيعة في حالة تأملية تنبعث من خلفية اللوحة البيضاء وخطوطها السوداء.