بالانتقاء المزاجي والمحسوبيات لن تتطور كرة القدم وفئاتها العمرية
دمشق- علي حسون
لطالما تحدثنا عن الانتقاء المزاجي للاعبي منتخباتنا الوطنية لكرة القدم في كافة الفئات العمرية، وآخرها منتخب “تحت 15 سنة”، إذ انتقد مدرّبون مختصون طريقة الاستدعاء واختيار اللاعبين بشكل غير مدروس، معتبرين أن هناك لاعبين يستحقون أن يتواجدوا بين المدعوين لكن لم يتمّ اختيارهم لأسباب أرجعوها للمحسوبيات ومصالح البعض، في وقت وجّهت الدعوة للاعبين أثبتوا فشلهم خلال تواجدهم مع منتخبات محافظاتهم أثناء تجربة المشروع الوطني لتطوير كرة القدم.
انتقاء اللاعبين كان محاطاً بالشكوك نتيجة التخبّط الذي تعيشه كرة القدم السورية بعد الفشل الكبير لمنتخب الرجال، حيث أرجع مدرّبون هذا الفشل إلى غياب التخطيط السليم لبناء الفئات العمرية والتدرّج بها إلى الرجال، حيث وجد البعض من المعنيين في كرة القدم المساحة الواسعة لخدمة مصالحهم على حساب مستقبل الكرة السورية.
واستهجن مدرّبون من الفترة القصيرة جداً والتي لا تتجاوز أياماً قليلة لمعسكر المنتخب تحت 15 سنة، متسائلين كيف يمكن الحكم على لاعب صغير في معسكر لبضعة أيام، علماً أن اللاعبين صغار السن بحاجة إلى مباريات عديدة لكسر الخوف لدى البعض منهم، وهذا ما تؤكد عليه التعليمات التدريبية العالمية.
ويرى مختصون أن كرة القدم لم ولن تتطور في هذه العقلية التي ترجّح المصالح على الصالح العام، متسائلين ما الغاية المرجوة من تشكيل منتخب تحت 15 سنة وفي الوقت نفسه منتخب ناشئين مقارب للفئة العمرية، إذ لم يكن هناك لاعبون من العمر نفسه في المنتخبين؟.
ومع هذا التخبّط وبقاء الواسطة والمحسوبيات لن نستطيع التقدم ولو بخطوة واحدة أو مجاراة المنتخبات التي كنّا نتفوق عليها بفارق كبير، حيث أصبح هناك مسافة ما بينها وبيننا كون هذه المنتخبات عملت على القواعد وسبقتنا بخطوات عما نقوم به نحن حالياً، فهم أحضروا مختصين ولم يسمحوا بدخول المحسوبيات والواسطة إلى قواعد كرتهم ليصلوا إلى ما هم عليه الآن، واتحادنا يصرّ على رأيه بالعمل منفرداً بقراراته ومحسوبياته.