ثقافةصحيفة البعث

“قصص خلف الطوفان” تجسد بطولات الفلسطينيين وصمودهم

حمص ـ عبد الحكيم مرزوق

“قصص خلف الطوفان” عنوان الأمسية التي استضافها المنتدى الديمقراطي، مساء أمس الأربعاء، بحضور جمهور من المهتمين في مخيم العائدين بحمص، وذلك  بمشاركة مجموعة من القصاصين الذين قدموا في قصصهم بعضاً من تضحيات أهلنا الصامدين في غزة بمعركتهم مع الاحتلال الإسرائيلي أثناء عملية طوفان الأقصى المستمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

القاصة سمية جمعة قدمت قصة قصيرة بعنوان “زفة وطن”، وبأسلوب السرد والحوار بين الشخوص، تناولت قصة الشهيد هاشم الذي جسد قيم الشهادة والنضال ضد الاحتلال الإسرائيلي بحبكة استطاعت من خلالها إيصال معاني الشهادة التي تهون في سبيل الوطن الذي يستحق أن نضحي من أجله بكل غالٍ ونفيسٍ، كما قدمت قصة قصيرة جداً بعنوان “إنسانية” بتكثيف لغوي وفيها تعبّرعن جذوة النضال المشتعلة في قلوب المقاومين ضد الاحتلال الإسرائيلي وتوقهم للتخلص من هذا الكيان السرطاني من فلسطين المحتلة.

بدورها، قدمت القاصة سكون شاهين قصة قصيرة جداً بعنوان “حراب الشهداء”، وفيها تعتمد على العبارات القصيرة والمعبرة في تصوير الرعب الذي يشعر فيه  الجنود الصهاينة حتى من الهواء الذي يتنفسونه وقدمت قصة قصيرة بعنوان “هذه حكايتي” وهي فصل من رواية لم تنتهي بعد وتتحدث عن شاب وزوجته عاشا مآسي الحرب في غزة، من موت ودمار وتشريد، وجوع، وعطش، وقلة دواء حيث يقرران الخروج والاتجاه شمالاً، حيث المعاناة مستمرة، حيث يفقد الشاب طفله البكر بعد ولادته وتبدأ بعدها رحلة البحث عن مكان لدفنه، ويصل بالنهاية إلى أنه منبوذ بسبب جنسيته ولا يحق له الإقامة ولا يستطيع إيجاد قبر يدفن فيه ابنه المتوفى فيقع بين سندان الهجرة الذي يضغط عليه للهروب والنجاة من الإبادة الجماعية التي تمارس على أهل غزة، وهي مؤثرة حيث تجسد القسوة التي يجدها أثناء رحلته وهروبه من الظروف المحيطة والتي جعلت الكثيرين يبحثون عن مكان آمن من الرصاص والتدمير الذي يقوم به الاحتلال الإسرائيلي لتهجير السكان الآمنين.

“الطبيب” عنوان القصة التي شارك فيها القاص أحمد الحمود، وفيها يتحدث عن طبيب جراح يعمل في إحدى مشافي غزة، يقتاده الصهاينة هو وزوجته وطفله لكي يقوم بعمل جراحي لإنقاذ ضابط صهيوني كان يطلق تصريحات عدوانية بتمزيق وسحق أهالي غزة، ويجد الطبيب نفسه في لحظة تاريخية بين إنقاذ الضابط الصهيوني الذي يمثل العدو المحتل، وبين رفض ذلك لكونه طبيب فلسطيني لا يهادن مع الأعداء، في الوقت الذي يمارس الصهاينة أبشع أنواع الضغط بتعليق طفله أمام عينيه من رجليه في سقف غرفة العمليات في محاولة لإجباره على إنقاذ الضابط المصاب، لكن الطبيب لا يجد أمامه إلّا الصمود وقتل الضابط الإسرائيلي الذي قتل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني.

أما ختام الأمسية فكان مع القاص كامل بشتاوي، وقصته “حنين” وهي تروي بشموخ بعض قصص البطولات التي جرت وتجري في قطاع غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي يرتكب يومياً الكثير من المجازر بحق المدنيين، ومن خلال السرد  وعبر بعض الشخصيات استطاع تقديم كثيراً من تفاصيل صمود أهل قطاع غزة أثناء طوفان الأقصى من خلال أسرة تستشهد في سبيل تحرير الأراضي المغتصبة، فالأب يستشهد في سجون الاحتلال والابن الأصغر الطالب الجامعي الذي يدرس اللغات يستشهد أيضاً، كذلك أشقاوه الذين كانوا في مواقع مختلفة من المقاومة ومنهم من يعمل في إنقاذ من كان تحت الركام، والأخت غير الشقيقة تدفع روحها ثمناً لنصرة فلسطين وتحريرها من الصهاينة المستكبرين..