40 % تراجع الإقبال على صالونات الحلاقة والتجميل.. وقريباً تسعيرة رسمية جديدة
دمشق- ميس خليل
لم يعد ارتياد صالونات التجميل بغية صبغ الشعر أو قصّه أمراً سهلاً على الكثير من السيدات والفتيات اليوم في ظلّ الظروف الاقتصادية الصعبة والأسعار الكاوية التي تطلبها تلك الصالونات، بحيث تتفاوت أجور الحلاقة وتصفيف الشعر بين صالون وآخر لتسجل أرقاماً غير ثابتة تحدّدها المنطقة التي يقع فيها الصالون واسم الحلاق وخبرته وشهرته وعدد متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصلت أسعار قصّ الشعر النسائي ما بين 150 ألف ليرة إلى 200 ألف، وأسعار السيشوار بحدود 250 ألف ليرة، بينما يتراوح الميش بين 500 إلى 700 ألف ليرة حسب طول الشعر في الأحياء الشعبية، في حين وصل سعر الميش في صالونات الأحياء الراقية إلى مليون ونصف، ودفع هذا “الغلاء الجنوني” الكثير من السيدات لقصّ الشعر وصبغه في المنزل للتخلّص من تلك التكاليف.
ولا شكّ أن الأسعار تختلف بالنسبة للعرائس، حيث تلجأ العديد من الفتيات والسيدات – وقد التقت “البعث” بعضهن – إلى اتباع العديد من الحيل للتخفيض من قيمة التجهيز للعروس في الصالونات، ومنها عدم الذهاب بفستان العرس، وعدم إبلاغ الصالون بأن الزبونة عروس بل مجرد شابة تريد حضور عرس (من المعازيم) أو أن الحفلة هي حفلة خطوبة، إضافة إلى توجّه البعض نحو صالونات العشوائيات أو التجهيز في المنزل بالاستعانة بالصديقات وإحدى العاملات في صالون ما.
بدورهم بيّن عدد من المزينين أن الأجور الرسمية وفق آخر نشرة غير منصفة حالياً ولا توازي متطلبات المعيشة، فتكاليف مستلزمات العمل باتت مضاعفة عن أسعارها سابقاً، كما أن الضرائب المالية باتت مرتفعة جداً، مطالبين برفع أجور الحلاقين والذي أصبح “ضرورة” في الوقت الحالي لتتناسب مع أجور المحال التي ارتفعت بشكل كبير، إضافة للتقنين الحاصل للكهرباء واستخدام المولدات ضماناً لاستمرارية العمل.
وحول أسباب رفع أجور الحلاقين، أرجع رئيسُ جمعية الحلاقين سعيد القطان السبب إلى عدة عوامل، أولها رفع إيجار العقارات التي لم ترحم أحداً فلا يوجد صالون حلاقة في دمشق يتقاضى أجراً أقل من مليون ليرة، وثانيها الضرائب العالية التي تُفرض على الحلاقين، وآخرها ارتفاع تكاليف الوقود في ظلّ غياب الكهرباء، منوهاً بأنه في دمشق 2% من الحلاقين مالكون للصالونات، أما 98% فهم استثمار، مشيراً إلى أن نسبة التراجع في الإقبال على صالونات التجميل والحلاقة النسائية والرجالية بلغت 40% نتيجة ارتفاع الأسعار، مؤكداً أنه سيتمّ صدور تسعيرة جديدة من قبل المحافظة في الفترة القادمة والارتفاع فيها قد يصل إلى 100%. وبيّن القطان أن مهنة الحلاقة هي مهنة موسمية، أي أن العمل في الصالونات يزداد خلال مواسم الأعياد وفي فصل الصيف، مشيراً إلى أن المواد الموجودة حالياً في الصالونات جميعها صناعة محلية. وأكد رئيس الجمعية أن مهمّة الجمعية الدفاع عن صالونات الحلاقة المنتسبة إلى الجمعية بما يخصّ الضرائب والتموين، وذلك في حال ورود شكوى من أحد الحلاقين على الضرائب التي فُرضت عليه ومحاولة التوسط بينه وبين التموين.