“موسمية وليست دائمة”.. مهنة الصباغة تحتضر أمام التقنين الكهربائي وارتفاع الأجور
دمشق- ميس خليل
يطالب حرفيو مهنة تنظيف وصباغة وكيّ الألبسة دعمهم بالكهرباء والمازوت، وتخفيف التكاليف الضريبية المرهقة لهم، فعدم وجود الكهرباء والتقنين الجائر أدّى إلى إغلاق عدة مصابغ لعدم قدرتها على اقتناء مولدة قادرة على تشغيل معدات المصبغة، ومن يقتني المولدة يواجه مشكلة قلّة المحروقات وصعوبة تأمينها من السوق السوداء بسعر مرتفع جداً لا يتوافق مع إيجار قطعة الكويّ، إضافة إلى الارتفاع الجنوني لأسعار القطع وصيانتها، وسوء المواد الأولية وارتفاع سعرها وفقدان اليد العاملة.
العديد من أصحاب المصابغ ممن التقيناهم عبّروا عن استيائهم من التقنين الكهربائي الذي يصل إلى ٢٠ ساعة يومياً، وعدم وجود إمكانية شراء أي قطعة كهربائية جديدة عند تعطلها، كما أن خيار الإصلاح لم يعد سهلاً، فأسعاره تضاعفت عدة مرات، وجميع القطع تستورد من الخارج، بالإضافة إلى المعاناة من تسرّب أغلب اليد العاملة خارج البلاد بحثاً عن فرصة عمل، وغالبية العاملين اليوم هم أطفال أو مراهقون أعمارهم تقلّ عن 18 عاماً ويعملون ليس حباً في المصلحة بل لإعانة عائلاتهم، وهذا يؤدي لفقدان العمال في أيام دوام المدارس.
أمينُ سرّ جمعية كيّ الألبسة بدمشق وليد سكر أوضح لـ”البعث” أنه تمّ رفع قائمة أسعار تتناسب مع التكاليف لمديرية التموين وتمّت الموافقة على نصفها تقريباً وهذا غير منصف، علماً أن تسعير قطعة الكوي اليوم ٢٠٠٠ ليرة وغسيل وكوي ٤٠٠٠ ليرة، وسعر العلاقة فقط التي توضع عليها القطعة ٥٢٥ ليرة، وكيس النايلون يتراوح حسب وزن الكيلو إلى ٧٠٠ ليرة للكيس الواحد، عدا الكهرباء وإيجار العمال والمالية والخدمات.
وذكر سكر أن إيجار العامل اليوم بشكل تقريبي مليون ونصف شهرياً، وهناك صعوبة صعوبة بتأمينه لأنه يعتبر أن الأجر قليل، منوهاً بأن عمل المصبغة بشكل عام من الكماليات وليس من الأساسيات، وبسبب الظروف تمّ أيضاً تخفيف إرسال الملابس، فمهنة غسيل وكوي الألبسة باتت تعتبر مصلحة موسمية فقط أثناء فصل الصيف في موسم غسيل السجاد والحرامات وتبديل الصيفي والشتوي، مؤكداً أن هناك صعوبات أيضاً تتمثّل بعدم وجود وقدوم مندوب مع المالية ووضع مبالغ كبيرة للمصابغ والتعامل معها كأي محل تجاري ربحي و”نحن عملنا ليس ربحياً”.
وبيّن سكر أن عدد المصابغ سابقاً ٤٠٠ مصبغة، وتمّ إغلاق أغلبها بسبب ضعف الإقبال من الزبائن وارتفاع المصاريف.