مركز الخلايا الجذعية.. منصة لمتابعة التطورات العالمية المهتمة بعمليات الزرع الذاتي والغيري
دمشق- حياة عيسى
يعتبر ملتقى دمشق الثاني للخلايا الجذعية “حياة” الذي أطلقه المركز الوطني للخلايا الجذعية في ٢٩ و٣٠ من حزيران وبرعاية واهتمام من السيدة الأولى أسماء الأسد المنصة التي ستعكس التقدّم في مجال الخبرة السريرية والأبحاث المحلية في زرع الخلايا الجذعية الدموية في سورية عند الأطفال والبالغين، بالتزامن مع التركيز على تناول العلوم الأساسية والأبحاث العلمية الحديثة في المحال نفسه، إضافة إلى السعي لاستكشاف آخر التطورات في علم الخلايا الجذعية ومناقشة التحديات المرتبطة بالعلاج عند الأطفال والبالغين.
الدكتورة أروى العظم رئيسة اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان بيّنت في حديث لـ”البعث” أنه انطلاقاً من واقع التحكم بالسرطان في سورية ورصد التحديات والإمكانات وانعكاساتها السلبية على صحة مرضى السرطان الذي عددهم في ازدياد مستمر كما باقي أنحاء العالم، وجّهت السيدة الأولى أسماء الأسد بتشكيل اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان لتكون من أولى مهامها وضع خطة وطنية للتحكم بالسرطان، حيث تقوم اللجنة بتنفيذها بالتنسيق مع كافة الجهات للوصول إلى مجتمع يؤمّن لجميع مرضى السرطان التشخيص والعلاج بأعلى المستويات والمعايير العالمية، كما عملت اللجنة منذ تشكيلها خلال السنوات الخمس الماضية على رفع مستوى التحكم بالسرطان وقامت بالعديد من الإنجازات، ومن أهمها ما عملت عليه في صناعة الكوادر الطبية البشرية بما يتضمنه أيضاً من افتتاح اختصاصات جامعية جديدة، الهدف منها تخريج كوادر طبية قادرة على استخدام التقنيات الحديثة وتطبيق كلّ التطورات التي حصلت في مجال السرطان في العالم، بالتزامن مع تحديث البروتوكولات العلاجية وتعميمها لتوحيد طريقة العلاج وفق أحدث المعايير العالمية، إضافة إلى تأهيل البنى التحتية لمراكز الأورام الأساسية وتجهيزها بأحدث التجهيزات على مستوى التشخيص والعلاج.
من جهته الدكتور خالد غانم المدير الطبي لجمعية بسمة لسرطان الأطفال، أشار إلى أنهم وحدة متخصّصة بعلاج السرطان للأطفال من عمر يوم لعمر ١٨ سنة، وهناك حالات خاصة تُقدّر بـ ٥٪ من الأطفال الذين يحتاجون لعملية زرع خلايا جذعية، حيث يتمّ تحويلهم لمركز الخلايا الجذعية “حياة” بمشفى الأطفال الجامعي، علماً أن الزرع له نوعان، زرع ذاتي وزرع غيري، وحالياً يتمّ في مركز “حياة” أكثر من ٨٠٪ من الحالات هي من الحالات التي تختاج لزرع ذاتي وغيري من أخ أو أخت مطابقين، علماً أن تلك العمليات تتمّ بأحدث البروتوكولات العلاجية وبنسبة شفاء عالية مطابقة للنسب العالمية، ومنذ افتتاح مركز الخلايا الجذعية “حياة” من ثلاث سنوات حتى الآن تمّ إنجاز ٤٠ حالة زرع بين زرع خلايا جذعية، حيث كان القسم الأكبر منهم لمرضى السرطان، وقسم آخر ممن يعانون من أمراض حميدة كمرض التلاسيميا.
وأضاف الدكتور ماجد خضر مدير المركز الوطني للخلايا الجدعية “حياة” أن المركز يعتبر المركز الأول بسورية الذي يُعنى بزرع الخلايا الجذعية عند الأطفال وتمّ إطلاق العمل فيه عام ٢٠٢١ ومنذ افتتاحه حتى الآن تمّ تطوير العمل فيه وزيادة عمليات زرع الخلايا الجذعية بأنواعها، وذلك رغم الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة في مجال تأمين الأدوية اللازمة والمواد المخبرية والكيتات والتجهيزات اللازمة، ولاسيما أن عملية الزرع من العمليات المعقدة وتحتاج لكادر طبي متمرس وكادر تمريضي ومخبري، بالإضافة إلى التعاون مع المؤسّسات الحكومية وغير الحكومية في سورية للتشاركية لإنجاز المشروع الوطني بامتياز.
يُشار إلى أن ملتقي الخلايا الجذعية أصبح انعقاده تقليدياً كلّ عام للاطلاع على آخر المستجدات بالخلايا الجذعية وآخر التطبيقات السريرية التشخيصية، وذلك بالمشاركة مع كلية الصيدلة والأبحاث التي من الممكن أن تجري على الخلايا الجذعية الدموية التي من الممكن أن تستخدم كعلاج خلوي لأمراض مستعصية عند الأطفال.