أخبارصحيفة البعث

96 % من سكان غزة في خطر

تقرير إخباري

يبدو أن الحديث عن المجاعة في غزة سيبقى متصدراً الأخبار العالمية، في ظل التقارير اليومية التي تتحدث بالتفصيل عن الواقع الغذائي والصحي في القطاع الذي يتعرض للعدوان للشهر التاسع على التوالي، في ظل صمت دولي مطبق وعدم قدرة على دفع كيان الاحتلال وداعميه إلى أي حل سياسي ينهي الحرب على الشعب الفلسطيني.

فقد كشف تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، الذي يشارك في إعداده عدد من الوكالات الإنسانية في الأمم المتحدة أن “كل قطاع غزة يُصنف بأنه في حالة طوارئ وهي المرحلة الرابعة من التصنيف التي تسبق المجاعة (المرحلة الخامسة)”، وأضاف التقرير أن 495 ألف الـ 22% من سكان غزة، يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وحذر التقرير من استمرار الوضع على ما هو عليه، مؤكداً أن 96% من سكان غزة سيعانون بالتأكيد من نقص التغذية الحاد، فيما أبدى برنامج الأغذية العالمي، وهو أحد الوكالات المشاركة في التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، القلق البالغ بشأن تقليص قدرة المنظمات الإنسانية على توفير المساعدات الحيوية جنوب غزة، مشيراً إلى أن الحرب الإسرائيلية على رفح شردت أكثر من مليون شخص وقلصت بشكل كبير الوصول الإنساني.

نحن أمام جريمة حرب موصوفة في قطاع غزة تشارك فيها “إسرائيل” وكل من يشد على يدها وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي وللمناسبة أعلنت أمس الأول فشل مينائها العائم للمرة الثالثة في استقبال المساعدات بسبب الظروف الطبيعة، في إقرار جديد على أنها مشاركة في حرب التجويع على قطاع وأهله.

كما أننا أمام جريمة إبادة ممنهجة ضد الشعب الفلسطيني في غزة،  تشارك فيها بشكل مباشر واشنطن، فهي ترفض الضغط على كيان الاحتلال لفتح المعابر لنقل المساعدات، كما أنها تؤمن ظهيره السياسي وتطالب فصائل المقاومة بالقبول بالمبادرة التي أطلقها الرئيس بايدن، والتنازل عن شروطها، وفي الوقت نفسه تزود “إسرائيل” بمئات آلاف الأطنان من الذخائر والأسلحة الفتاكة لمواصلة الحرب على قطاع غزة، الذي لا يوجد فيه مكان آمن للسكان، وفق أنطونيو غوتيرش الأمين العام للأمم المتحدة.

إن ما يجري في غزة، يؤكد من جديد ازدواجية المعايير في التعامل مع الدول، ولاسيما في الجانب الإنساني الذي سعت من خلاله واشنطن لإيجاد مبرر للتدخل في الكثير من الدول تحت هذه الذريعة.

واليوم ورغم كل ما يعانيه أهل غزة بفعل العدوان الهمجي الإسرائيلي، فإنها تصم إذنيها وتغمض عينها عن آلاف الحالات المأساوية التي تسقط يومياً بفعل النقص الحاد من أبسط مقومات الحياة، بل على العكس تسوق لـ”إسرائيل” وتبرر مجازرها اليومية بحق الفلسطينيين تحت مبرر الأمن القومي الصهيوني.

سنان حسن