استيراد الصوص البياض كرافد للعملية الإنتاجية وترميم النقص في منشآت الدواجن
وأوضح أنه تمّ مؤخراً استيراد قطيع صوص أمات البياض من روسيا بناءً على اتفاق تعاون معها، حيث إن قطاع الدواجن من القطاعات الحيوية التي يتمّ التركيز عليها وبناؤها لتغطية احتياج البلاد من البيض لأكثر من سنتين، وبيّن سعد الدين أن درجات الحرارة المرتفعة كان تأثيرها واضحاً على الدجاج البياض، وخاصة بصغر حجم البيض كون الارتفاع بدرجات الحرارة يؤدي إلى عزوف الدجاج البياض عن الأكل وشرب المياه التي تشكل 80 بالمئة من مكونات البيضة، مشيراً إلى أن أسعار الفروج والبيض ارتفعت فترة العيد نتيجة ارتفاع الطلب، ولكن استقرار أسعار المواد العلفية وتوفر الذرة سيساهم في انخفاض الأسعار في الفترة المقبلة دون وجود أي أسباب للارتفاع، وخاصة مع عودة المربين للعمل.
ترميم النقص
محمد مزعل صاحب منشأة أكد لـ “البعث” أن رفد المنشآت بالدجاج البياض يأتي لترميم النقص الحاصل في قطعان أمات الدجاج البياض، ولكن منذ عامين باتت الأمور تعود إلى الاستقرار، وهذا ما بدا واضحاً من خلال أسعار البيض التي تبدو اليوم متوازنة ومستقرة، بعدما شهدت انخفاضاً ملموساً في الأشهر الماضية لعوامل تعلّقت بانخفاض العلف بنسبة 15 بالمئة، إضافة لعرض المادة في السوق وزيادة عدد الأفواج المنتجة لبيض المائدة، ودخول أفواج الأمات بالإنتاج حديثاً. وأشار بعض المربين إلى أن كلفة إنتاج البيضة الواحدة ارتفعت لتصل أضعافاً مضاعفة عن العام الماضي بعد ارتفاع سعر الأعلاف ومستلزمات الإنتاج بشكل عام، وتُباع بأقل من سعر التكلفة في الأسواق، مما يؤدي بالآخرين إلى بيع كامل إنتاجهم من البيض والفروج البياض بسعر أقل من التكلفة والتوقف عن العمل لوقف الخسائر.
بدوره مدير الإنتاج الحيواني محمد خير اللحام أكد أن إصدار القرار رقم 109/ت لعام 2023 القاضي بالسماح باستثمار المداجن “المرخصة وغير المرخصة” كان له أثر إيجابي كبير في زيادة حجم التربية للدجاج البياض، وكان آخرها إدخال 2600 مدجنة بالاستثمار إضافة إلى 2700 مدجنة كانت تستثمر سابقاً، وظهرت نتائجه حالياً بدخول تلك الأفواج بالإنتاج البيض (فتوح)، لافتاً إلى أن أعداد المنشآت العاملة “فروج وبياض” وصل إلى أكثر من 5260 منشآة.
تحقيق الأمن الغذائي
الخبير الاقتصادي محمد القاسمي أكد أن سورية كانت من الدول المهمّة في إنتاج البيض، ولكن في الأزمة تراجع الإنتاج كثيراً لتدهور الكثير من المنشآت في المحافظات وتعرّضها للخسائر من جراء ذلك، لافتاً إلى أهمية استيراد قطعان من الدجاج البياض كرافد ومكمل للعملية الإنتاجية بتأمين الصيصان للمربين بالقطاع الخاص وحدوث اكتفاء وتوازن بالكميات والأسعار، مبيناً أن اللجوء للاستيراد خطوة جيدة ومهمّة في قطاع الدواجن لتأمين الأمن الغذائي في المرحلة القادمة، وأن الاستيراد اليوم هو من أجل ترميم النقص الحاصل بأمات البياض وكي لا يصبح هناك أي فجوة.
وقد ساهم الدعم الحكومي، حسب قوله، في زيادة الطاقة الإنتاجية في المنشآت وتأمين احتياجات السوق المحلية من خلال طرح منتجاتها، حيث تمّ خلال العام الماضي إنتاج 126 مليون بيضة مائدة، بالإضافة إلى 435 طن لحم فروج و 1.8 مليون صوص تربية، بينما كان إنتاجها في عام 2022 نحو 115 مليون بيضة مائدة، بالإضافة إلى 280 طن فروج و1.1 مليون صوص تربية.