خارطة البطولات الكبرى تتغير.. وكرتنا ما زالت ترفع شعار الشكوى!
المحرر الرياضي
من يتابع مباريات بطولتي كأس أوروبا وكأس أمريكا الجنوبية اللتين تقامان هذه الأيام، يدرك مدى التغيّر الذي أصاب كرة القدم في شكلها العام، وفي التفاصيل العديدة التي أنهت فكرة وجود منتخبات صغيرة وكبيرة، ورسّخت مفهوماً جديداً عن طريقة ممارسة اللعبة وتعديها مرحلة النجوم والأسماء وصولاً للجماعية والروح القتالية.
فمنتخبات من قبيل سلوفاكيا وجورجيا وسلوفينيا وبنما وفنزويلا أعطت درساً بالغ الأهمية في كيفية توظيف واستثمار إمكانياتها التي تعدّ ضعيفة في عالم الكرة لبلوغ هدفها، لكن ذلك كان مرهوناً باختيار مدرّبين مناسبين لطموحاتها بعيداً عن المدرّبين المشاهير وبوجود لاعبين راغبين في القتال على كلّ كرة من أجل إسعاد جماهيرهم.
هذا التغيّر وإن كان طفيفاً في خارطة الكرة، إلا أنه يعطي مؤشراً واضحاً على أن اللعبة الشعبية الأولى ليست بالتعقيد الذي يفترضه البعض، وليست بحاجة لسنوات ضوئية لبنائها، بل القضية برمتها تتعلّق بوجود أفكار واضحة ونوايا صادقة للعمل، مع قليل من الأدوات الفنية من مدرّب مجتهد ولاعبين جيدين.
ما سبق ينسف ما يروّج له بعض العاملين في كرتنا في أننا غير قادرين في المستقبل القريب على المنافسة أو تحقيق بصمة، مرتكزين في ذلك على أننا لا نمتلك ملاعب جاهزة أو إمكانيات لوجستية، وتبدأ بعدها رحلة المقارنات مع الدول المجاورة، لكن الحقيقة أن مشكلتنا ليست في الإمكانيات بل في طريقة العمل التي مازالت بدائية وتعتمد العشوائية دون خطة وإن كانت آنية.
المنتخبات الإفريقية أو اللاتينية أو حتى الأوروبية “الصغيرة” بدأت تلتمس الطريق لتقليص الفجوة مع المنتخبات العريقة أو صاحبة القدرات الكبيرة، ولم تركن إلى الخارطة التقليدية للعبة، بل عملت واجتهدت وركزت على نقاط قوتها دون التوقف عند معوقات أو نواقص، وهذا درس بليغ على كرتنا التعلم منه والاقتداء به بشكل سريع.