محليات

“الصحة” بصدد إصدار السجل السرطاني الوطني.. و”البيروني” يسعى لوضع الرعاية التلطيفية ضمن أقسامه

دمشق- حياة عيسى

أكدت المدير الطبي في مشفى البيروني الجامعي الدكتورة مها مناشي أن المشفى يسعى لوضع قسم الرعاية التلطيفية ضمن الأقسام العلاجية فيه، ولاسيما أنه من أولويات اهتمام اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان، حيث سيتمّ العمل على تأسيسه بعناصر وكوادر وخطة عمل، بالتزامن مع إحداث الطب التلطيفي كاختصاص ضمن اختصاصات الهيئة السورية للاختصاصات الطبية لبناء الكوادر الطبية ورفد المشفى بخبرات محلية.

وأشارت مناشي خلال حديثها مع “البعث” إلى أن وزارة الصحة بصدد إصدار السجل السرطاني الوطني ليعطي نتائج دقيقة موضوعية، وسيتمّ إصداره واعتماده قريباً للتنفيذ على مستوى المشافي والمراكز التي تُعنى بالسرطان، والذي يمكن تعريفه بطريقتين إحداهما السجل السرطاني الوطني، والآخر السجل السرطاني الموجود في كلّ مشفى، بحيث يقوم كل مشفى بإرسال إحصائياته بعدد الإصابات إلى دائرة التحكم بالسرطان لتصدير السجل السرطاني الوطني من قبل وزارة الصحة، وذلك اعتماداً على الإحصائيات الجزئية في كلّ مشفى، سواء في المراكز الحكومية أو الخاصة، وقد تمّ إرساء هذا المنهج بالتعاون ما بين إدارة الخدمات الطبية ووزارة الصحة، إضافة إلى أن المشفى يعتمد تطبيق المعالجات لكافة أنواع السرطان على البروتوكولات الوطنية الموحّدة للمعالجة الدوائية الكيميائية، الهادفة، المناعية والشعاعية، والتي تمّ إصدارها بخبرات مشتركة، ومنها الأطباء الاختصاصيون ضمن المشفى، ولعلّ تطبيق معالجة مريض السرطان ضمن فريق متعدّد الاختصاصات هو فكرة رائدة قام بها مشفى البيروني ليضمن نجاح العلاج بالشكل السريري والشعاعي والشفاء التام من الورم. ونشير هنا إلى أن البروتوكولات مستخلصة من البرامج العالمية، ولاسيما جمعية الأورام الأميركية لمعالجة السرطان وجمعية الأورام الأوربية والبرامج الانكليزية، حيث أخذ منها الأدوية الناجعة التي صنعت فرقاً ملحوظاً على مستوى البقية، أو الذي من شأنه أن يعمل فرقاً بحياة المريض ونوعية الحياة، كما تمّ اختيار الأدوية عبر لجنة مختصة بتلك البروتوكولات من كافة المؤسسات والمراكز والوزارات ومناقشتها من خلال الرابطة السورية لأطباء الأورام عبر ورشات العمل، وأخذ الرؤية والتطبيق المشترك والاتفاق على المبدأ والمضمون الموجود في البروتوكولات.

وبالحديث عن الحالات السرطانية الجديدة، أكدت مناشي أن البيروني يستقبل نحو 10 آلاف حالة جديدة سنوياً، ويقدّم نحو 120 ألف جرعة علاجية وما يزيد عن ١٠٠ ألف جرعة شعاعية على مدار السنة، عدا المراجعين بشكل يومي لمراقبة تطور الحالة والحالات الإسعافية والتراكمية خلال سنوات، إضافة إلى الحالات الحادة التي يتمّ معالجتها.

وأشارت مناشي إلى ملاحظة الزيادة بعدد الإصابات بالسرطان، ففي أورام الدم على سبيل المثال لا الحصر كان هناك نحو 850 حالة جديدة في عام 2022 في حين أصبح عدد الإصابات في عام 2023 نحو 950 حالة، فهناك زيادة بالحالات ولكنها تحتاج إلى سجل سرطاني لمحاكمتها ليس فقط على مستوى مشفى بل على مستوى سورية ككل، وهذا السبب الذي دفع وزارة الصحة للعمل على إصدار السجل السرطاني الوطني.

وبالنسبة لتوفر الدواء وانقطاع بعضه، أوضحت مناشي أن توفر الدواء تُعنى به وزارة الصحة من خلال الاستجرار المركزي الموحّد، وكان للحصار ومشكلة القطع الأجنبي دور كبير بالتدخل في موضوع انقطاع بعض أنواع الأدوية السرطانية، وهذا خارج عن إرادة مشفى البيروني.

يُشار إلى أنه على الرغم من كلّ ما سبق، إلا أن نسب أنواع السرطان مازالت متشابهة في شيوعها، فالحرب لم تغيّر نسب السرطان ولم تسبق تموضعاً على آخر، فما زال الوضع بالنسبة لأمراض السرطان كباقي الدول من حيث نسب الشيوع، وتعتبر أهم خمسة أورام شائعة هي (الثدي الخبيث، أورام الكولون، الرئة، البروستات، أورام الدم)، والممكن أن تكون الحرب ساعدت في زيادة عدد الحالات ولكن لا يوجد أي دليل دقيق على ذلك.