جريمة حرب مكتملة الأركان
أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، محتوى شريط الفيديو الذي انتشر مؤخراً حول استخدام “إسرائيل” الفلسطينيين “دروعاً بشرية” واصفاً إياه بأنه “مرعب ولكنه ليس مفاجئاً”، فقد أكد الناشطون أن قوات الاحتلال الإسرائيلية تستخدم المدنيين في فلسطين منذ فترة طويلة لحماية جنودها أثناء قصفها غزة والضفة الغربية.
وأضاف المرصد: إن المشاهد المروّعة قدّمت “دليلاً على التكتيكات التعسفية التي يستخدمها جيش الاحتلال بشكل منهجي، فقد كشفت استخدام قوات الاحتلال المدنيين، ومن بينهم المحتجزين المصابين بجراح، دروعاً بشرية، وهي تجبرهم على الدخول إلى المناطق الخطرة والأنفاق للتأكد من أن المواقع ليست مفخخة بالمتفجرات، وذلك بعد تركيب كاميرات على أجسادهم وربطهم بالحبال”، كما شدّد التقرير على أن “كل عمل من أعمال السلوك الإجرامي والوحشي وغير الإنساني المذكورة أعلاه يشكّل انتهاكاً جسيماً لقواعد القانون الدولي الإنساني، وجريمة حرب مكتملة الأركان، مؤكداً أن هذه الجرائم، وعشرات الحالات المماثلة، تتطلب تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي، لضمان حماية المدنيين ومنع استخدامهم دروعاً بشرية ومحاسبة مرتكبي الجرائم السياسية والعسكرية الإسرائيلية.
وأفاد المرصد بأنه أثناء مداهمة مجمع الشفاء الطبي في آذار 2024، استخدمت القوات الإسرائيلية المدنيين، بما في ذلك المرضى والنازحون الذين يحتمون داخل المجمع، دروعاً بشرية، ولحماية عملياتها العسكرية داخل المستشفى والمناطق المجاورة له، استغلت القوات الإسرائيلية المدنيين الفلسطينيين من خلال جعلهم يشكّلون حواجز بشرية للالتفاف حول الجنود والمركبات العسكرية الإسرائيلية.
وأفادت عدة عائلات تسكن بالقرب من مجمع الشفاء الطبي، بأن قوات الاحتلال اعتقلت شباناً من داخل المجمع الطبي، ثم استخدمتهم لاقتحام منازل ذويهم، ومطالبتهم بإخلائها فوراً إلى وسط القطاع وجنوبه.
وأشار المرصد إلى تعرّض عائلة مكوّنة من امرأة مسنّة وأطفالها الأربعة، من بينهم ثلاث شابات وحفيدة تبلغ من العمر سنة ونصف السنة، لهجوم بإطلاق النار والقنابل من القوات الإسرائيلية التي اقتحمت منزلهم في حي الشجاعية في مدينة غزة، وعلى الرغم من الإصابات التي لحقت بهم في الهجوم الأولي على منزلهم، تم نقلهم في وقت لاحق إلى الخارج واحتجازهم لأكثر من ثلاث ساعات بالقرب من الدبابات الإسرائيلية في منطقة قصف خطيرة، واستخدامهم دروعاً بشرية، فقد تم التعرّف على الأم البالغة من العمر 65 عاماً “صفية حسن موسى الجمل، التي دهستها دبابة إسرائيلية وقتلتها أمام ابنها”.
وأدان مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) المشاهد المروّعة التي تم نشرها مؤخراً، مشيراً إلى أن القوات الإسرائيلية اعتقلت ما يقرب من 10 آلاف فلسطيني، بينهم نساء وأطفال، مطالباً الولايات المتحدة بإنهاء دعمها العسكري لـ”إسرائيل”.
من جهته، قال مدير الاتصالات في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية إبراهيم هوبر: إن “جرائم الحرب الإسرائيلية، والدعوات لمزيد من جرائم الحرب، تحدث يومياً في غزة والضفة الغربية، بينما تقوم إدارة بايدن بإرسال المزيد من القنابل الأمريكية إلى “إسرائيل” لاستكمال الإبادة الجماعية، إن الشراكة الأمريكية الإسرائيلية في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والمجاعة القسرية ستشكّل صورة المجتمع الدولي لأمريكا لأجيال قادمة، لذا يتعيّن على إدارة بايدن تغيير مسارها لدعم حقوق الإنسان العالمية والاعتراف بحقوق الإنسان الفلسطيني”.
دراسات