روسيا والصين في حملات الانتخاب الأمريكية
تقرير – سنان حسن
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يواصل مرشحو الحزبين الديمقراطي الرئيس جون بايدن، والجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، فتح الملفات الشائكة بينهما الداخلية منها والخارجية، حيث تطول القائمة بالكثير من القضايا والعناوين المتصلة بالأمن القومي، وفي مقدمتها التعامل مع المنافسين الروسي والصيني، اللذان وضعتهما عقيدة الأمن القومي التي أقرت في 2018 كألد الأعداء لواشنطن، والأخطر على دورها ووجودها الحيوي في العالم في كل المجالات.
والبداية مع روسيا والتي استحوذت على حيز مهم من المناظرة الأولى بين المرشحين، حيث كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محورها فقد ذكره المرشحين 17 مرة خلال حديثهما، فالرئيس بايدن دافع عن موقفه الداعم للحرب في أوكرانيا، وأكد أنه مستمر في توفير الدعم المالي والعسكري والاستخباراتي لمواصلة حربها على موسكو، بل ويسعى خلال قمة حلف الناتو المرتقبة لضمان أكثر تعبئة وحشد لإطالة أمد الحرب، فانتصار الروس بالنسبة للديمقراطيين وبايدن وحلفائه هي نهاية العالم، وهذا لا يمكن أن يحدث حتى لو تدخلت واشنطن مباشرة في الحرب أو عبر الناتو.
على المقلب الأخر يراهن المرشح الجمهوري بقدرته على إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة فور فوزه بالانتخابات الرئاسية، منتقداً السياسية التي يقودها خصمه الديمقراطي، ولاسيما في الدعم المالي اللامحدود الذي يقدمه للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينيسكي، والذي وصفه أنه أفضل رجل مبيعات على الإطلاق في هيئة رجل سياسي، قائلاً “إن زيلينسكي في كل مرة يزور الولايات المتحدة يعود بستين مليار دولا”، طبعاً دون أن نغفل حقيقة بأن ترامب أيضاً لا يريد فوز روسيا في الحرب، ولكن له رأي مغاير في إدارة الحرب مع موسكو، يكفي أن نعلم أن ترامب فرض أشد العقوبات على موسكو والتي كانت النواة الأولى لعقوبات أقسى في عهد بايدن ، ناهيك عن خروجه من معاهدات كبرى تحد من التسلح واستخدام الرؤوس النووية.
وفي الملف الثاني، تبرز الصين كأحد الأعداء الخطرين على الأمن القومي الأمريكي، فالمرشحان الديمقراطي والجمهوري يسعيان إلى تسجيل النقاط في الملف الصيني، فبايدن مثلاً واصل نهج ترامب في تشديد العقوبات وتمديد جزء كبير من الأوامر التنفيذية التي فرضت عقوبات على بكين، ولكن بايدن اتجه نحو العسكرة أكثر من خلال إعادة استنهاض أحلاف عسكرية مع بريطانيا وأستراليا واليابان والهند، حلف “أوكوس”، وتحالف كواد الأمني. إضافة إلى تزويد كانبيرا بغواصات نووية ودعم مباشر لتايوان بالمساعدات المالية والتسليحية، إضافة إلى تأجيج قضايا أخرى لها علاقة بحقوق الإنسان والأقليات في الصين.. والأخطر في عهد بايدن هو تعهده بتوقيع قرار يجبر شركة “بايت دانس” الصينية المالكة لـ “تيك توك” على بيعها لشركة أمريكية.
في المقابل ترامب اتهم بايدن بأنه لم يعر اهتماماً للتهديد الصيني وبقي مسالماً إلى درجة كبيرة مع التمدد الصيني في العالم، بل اتهمه بتلقي أموال من الصين بعد العجز الكبير الذي تم تسجيله لصالحها، معلناً أنه سيتخذ إجراءات عقابية غير مسبوقة ضد بكين فور فوزه، منها شن هجوم اقتصادي كبير جديد على الصين مع إمكانية فرض تعريفة ثابتة بنسبة 60 بالمئة على جميع الواردات الصينية، وإلغاء وضع الصين باعتبارها “الدولة الأكثر تفضيلاً” للتجارة مع واشنطن، معتبراً أن هذه الأمور كفيلة بإعادة واشنطن إلى صدارة العالم في التكنولوجيا والاقتصاد وغيرها من الملفات التي تزاحم فيها بكين واشنطن.