رغم الصعوبات.. “الخماسية” تعود إلى قائمة الشركات الرابحة
دمشق- رحاب رجب
لا شكّ أن الشركة الخماسية كانت تحتلّ لفترة طويلة مكانةً مميّزة في الاقتصاد السوري، وعلى مستوى المنطقة كلها، حيث ساهمت على مدى سنوات طويلة في رفد موازنة الدولة بمبالغ كبيرة، ووصل صيتها إلى العالم بوصفها شركة تنتج الألبسة وفق أحدث المواصفات العالمية، وكان لمنتجاتها حضور قويّ على مستوى العالم. غير أن الحرب الإرهابية التي تعرّضت لها سورية خلال العقد الماضي كان لها دور كبير في إعاقة هذا الحضور الذي بلغ أدنى مستوياته خلال الأزمة، بعد تعرّض مقرّها للتخريب والتدمير الممنهج والنهب على يد العصابات الإرهابية، ولا تزال الشركة تحاول العودة بقوة إلى دورها الرافد للاقتصاد السوري حسب الإمكانات المتاحة.
“البعث” كان لها حديث عبر الهاتف مع مدير عام الشركة مصطفى هلال حول الخطة الإنتاجية لهذا العام وحجم التنفيذ، فأكد بدوره أن إنتاج النسيج الخامي من جميع الأصناف، منذ بداية العالم الحالي حتى 30/6/2024، بلغت نسبة تنفيذه 55% من الخطة الإنتاجية، بينما بلغت نسبة تنفيذ الخطة الإنتاجية بالنسبة للأربطة الطبية بمختلف الأصناف والمقاسات 78%، في حين بلغت نسبة التنفيذ 60% للأقمشة المجهّزة (المقصورة والمصبوغة).
أما بالنسبة للصعوبات والمعوقات التي تعانيها الشركة، فقد لفت مدير الشركة إلى أن هناك صعوبة في تأمين المواد الأولية اللازمة للإنتاج من أصبغة كيماوية وقطع تبديلية، وذلك بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد، وعلى الرغم من ذلك تعمل الشركة على تأمين هذه المواد من الدول الصديقة كالصين وروسيا، مشيراً في السياق ذاته إلى صعوبة كبيرة في تأمين اليد العاملة الخبيرة من عمال إنتاج وفنيين. وبالنسبة إلى الدعم الحكومي المقدّم لها في هذا الجانب، أكّد هلال أنه خلال السنوات السابقة، ومنذ عودة الشركة بعد تحرير المنطقة من المجموعات الإرهابية المسلحة في عام 2019، تمّ منح الشركة مبالغ مالية للخطة الإسعافية المقرّرة لمصلحة وزارة الصناعة من وزارة الإدارة المحلية، وتمّ تنفيذ عدد من المشاريع الأساسية وهي (آلة الرام وآلة التسدية وآلة التنشية ووحدة معالجة المياه وآلتا جيكر)، وتمّ تأهيل 126 نولاً في قسم النسيج وخط البياض وآلة اللفافة في قسم المصبغة بخبرات الفنيين في الشركة، وهذا كله ساهم في عودة عجلة الإنتاج إلى الشركة، وأدّى أيضاً إلى إنتاج أصناف جديدة من المنتجات وطرحها في السوق المحلية.
وأكد هلال، أن الشركة رغم كلّ ما عانته خلال السنوات الماضية من ظروف قاسية، استطاعت العودة بقوة إلى السوق وحققت أرباحاً لعام 2023 بلغت نحو 11 مليار ليرة سورية، الأمر الذي أعادها إلى قائمة الشركات الرائدة والرابحة في القطر.
ونحن بدورنا، نؤكّد أنه لا بدّ من زيادة الدعم الحكومي لمثل هذه الشركات حتى تتمكّن من العودة مجدّداً إلى سابق عهدها من الإنتاج، لأن زيادة الإنتاج هي الكفيلة بانتشال الاقتصاد السوري من واقعه الحالي، وخاصة في مجالي الزراعة والصناعة.